مندوبة أميركا لدى مجلس الأمن: سنحكم على أفعال النظام السوري لا على أقواله
أفاد مسؤولون إيرانيون لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن إسرائيل تمكنت من استهداف قاعدة بارشين العسكرية السرية، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً شرق طهران، في أحدث هجوم ضمن الصراع المستمر بين البلدين.
ووفقاً للمصادر، نجحت إحدى الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في إصابة هدفها داخل القاعدة بينما أسقطت طائرات أخرى، ويُذكر أن المنشأة تستضيف برامج تطوير تقنيات صاروخية وطائرات انتحارية بدون طيار إلى جانب تقنيات نووية.
ويعتبر استهداف هذه المنشأة خروجا عن الأهداف الإسرائيلية التي تعهدت بها تل أبيب لواشنطن، حيث قالت إن ضرباتها ستتجنب استهداف منشآت نووية أو حيوية كقطاع النفط والطاقة.
قاعدة لأهداف نووية
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تشير تقارير متعددة إلى أن إيران أجرت في بارشين تجارب قد تساعدها في تطوير السلاح النووي.
ويعتقد مراقبون، من بينهم رون بن يشاي، أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي كان تعطيل أي اختبارات يمكن أن تساعد إيران في إنتاج القنبلة النووية.
وبينما لم تتأكد التقارير عن تجديد إيران لهذه الجهود، فإن أي نشاط في بارشين يعتبر مقلقاً، خاصة مع تاريخ المنشأة الذي يتضمن تجارب عسكرية حساسة.
هجمات سابقة وتكتم إيراني
لم يكن هذا الهجوم الأول على قاعدة بارشين، فقد شهدت المنشأة حادثة مشابهة في مايو 2022، عندما قُتل مهندس إيراني في انفجار هناك.
وأشارت تقارير آنذاك إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مبنى تابعاً لوزارة الدفاع الإيرانية يُستخدم في أبحاث تطوير الطائرات بدون طيار.
رغم ذلك، امتنعت إسرائيل عن التعليق، مما يزيد من الشكوك حول الأنشطة الإيرانية داخل بارشين.
سرية بارشين
في تقرير سابق صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011، أُشير إلى بارشين كأحد المواقع الرئيسة لتجارب "هيدروديناميكية" ترتبط بإنتاج الأسلحة النووية، إذ يُعتقد بأن إيران أجرت تجارب لتطوير غلاف من المتفجرات التقليدية يمكنه تفعيل تفاعل نووي.
وتشير التقارير إلى تركيب "كريترونات" دقيقة للتحكم بانفجار الغلاف، مما يوضح تعقيد البرنامج ودرجة الدقة العالية المطلوبة لتحقيق تفاعل نووي.
ومنذ سنوات، حاولت إيران إخفاء أي دليل على النشاط النووي في بارشين، حيث أشارت صور الأقمار الصناعية إلى وجود "غطاء وردي" على أحد المباني في القاعدة لمنع المراقبة.
وكشف معهد العلوم والأمن الدولي عن محاولات إيرانية لتطهير الموقع من أي أدلة عبر غسل المنطقة بمياه شديدة الضغط وإزالة طبقات من التربة.
بعد سنوات من طلبات الدخول المتكررة، لم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول بارشين إلا في سبتمبر 2015، بعد أربع سنوات من تقديم طلبات عدة.
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد خبراء أن عمليات التنظيف المكثفة قللت من فرص العثور على أدلة مباشرة عن البرنامج النووي الإيراني داخل المنشأة.