غابارد: مستشار الأمن القومي والتس يتحمل مسؤولية تسريب المحادثات بشأن الحوثيين
اعتبر خبراء أن محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشكيل حكومة وسطية تمثل مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر، بعد استقالة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، إثر فشل حكومته في الحصول دعم كافي من البرلمان.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن المفاوضات بين الرئيس ماكرون والأحزاب السياسية تمثل اختبارًا لصمود النظام السياسي الفرنسي، خصوصًا في ظل الانقسام العميق بين اليسار واليمين.
وشهد قصر الإليزيه لقاءات مكثفة بين الرئيس ماكرون وممثلي الأحزاب السياسية المختلفة في محاولة لإيجاد توافق بشأن رئيس الوزراء الجديد، بينما قرر حزب "فرنسا الأبية" الامتناع عن المشاركة في المفاوضات.
وقال الخبير السياسي الفرنسي، جون إيف كامو، إن انقسام الساحة السياسية يمثل تحديًا كبيرًا للرئيس ماكرون، الذي يسعى لتحقيق توافق سياسي لتسمية رئيس وزراء جديد.
وأشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أنه مع رفض بعض الأحزاب للتفاوض أو فرض شروط صارمة، يبدو أن تشكيل حكومة جديدة قد يواجه عقبات إضافية.
ورأى الخبير كامو أن الاجتماعات تأتي في وقت حساس، حيث تحتاج الحكومة المقبلة إلى تحقيق توازن بين التوجهات السياسية المختلفة لضمان استقرار البرلمان وتنفيذ الإصلاحات المرتقبة.
من جهتها، قالت آن-لور بلانشار، الخبيرة السياسية في معهد "مونتاني" للدراسات السياسية، إن محاولة ماكرون تشكيل حكومة وسطية تمثل مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت لسياساته في السنوات الأخيرة.
وأشارت في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن موقف الجمهوريين الرافض لأي تحالف مع اليسار يعكس مخاوف الحزب من فقدان جزء من قاعدته الانتخابية لصالح اليمين المتطرف.
وترى الخبيرة بلانشار أن هذه المفاوضات تُبرز الحاجة إلى إصلاح شامل للنظام الانتخابي الفرنسي لتجنب مثل هذه الأزمات في المستقبل.
بدوره، اعتبر الباحث السياسي الفرنسي باسكال ديبون، أن المفاوضات بين الرئيس ماكرون والأحزاب السياسية تمثل اختبارًا لصمود النظام السياسي الفرنسي، خصوصًا في ظل الانقسام العميق بين اليسار واليمين.
وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن إصرار الحزب الاشتراكي على شروطه يعكس عودة اليسار للعب دور رئيس في الحياة السياسية، لكن في الوقت نفسه يجعل الوصول إلى توافق أكثر تعقيدًا.
ورأى الباحث ديبون، أن رفض حزب "فرنسا الأبية" للمشاركة في الحوار يعزز موقف المعارضة اليسارية الراديكالية، مما يصعب تحقيق أغلبية مستقرة في البرلمان.
أكد لوران فوكييه، رئيس حزب الجمهوريين (يمين) في الجمعية الوطنية، أن حزبه لن يدعم أي حكومة تتبنى برنامج "الجبهة الشعبية الجديدة" أو تتضمن نوابًا من حزب "فرنسا الأبية" (يسار متطرف). وهو ما يعكس تشدد الجمهوريين في قبول حكومة تعكس توازنًا سياسيًا غير متوافق مع توجهاتهم.
فيما شدد أوليفييه فور، أمين عام الحزب الاشتراكي (يسار)، على ضرورة أن يكون رئيس الوزراء المقبل من اليسار لضمان "التغيير المطلوب"، مؤكدًا أنه لن يشارك في حكومة يترأسها رئيس وزراء من اليمين.
بينما رفض حزب "فرنسا الأبية" (يسار متطرف) دعوة ماكرون للمفاوضات المقرر عقدها يوم غد الاثنين. مما يعكس موقفًا حازمًا في عدم التعاون مع الحكومة المقبلة.