خطة دير لايين للدفاع الأوروبي تنذر بتفكك الناتو

حذرت صحيفة "تلغراف" البريطانية من أن خطة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين للدفاع الأوروبي يمكن أن تدمر حلف شمال الأطلسي "الناتو" من الداخل.

ورأت أن رئيسة فون دير لايين "تستولي على السلطة لتولي الدفاع عن أوروبا على حساب الناتو".

سيطرة مركزية

وقالت الصحيفة: كجزء من حملة فون دير لايين لإعادة انتخابها هذا الأسبوع، ألقت بثقلها خلف "درع جوي" أوروبي يكون خاضعاً للسيطرة المركزية.

وأضافت: بدلاً من تطوير الدول الأوروبية لمشاريع الدفاع الجوي الخاصة بها، في حين تتعاون تحت مظلة الناتو، تدفع فون دير لايين من أجل "اتحاد دفاعي أوروبي حقيقي" مع نفسها كقائدة عامة له.

ولتسريع الوتيرة، فإنها تتصور إنشاء "سوق موحدة للدفاع" من شأنها أن تجعل المشتريات العسكرية للاتحاد الأوروبي مركزية، ما يمكّن البيروقراطية في بروكسل من استبعاد المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى حد كبير، بحسب "تلغراف".

ورأت الصحيفة أنه بموجب مخطط فون دير لايين، ستضطر جميع الدول الأعضاء إلى شراء أنظمة منفردة حصرية من صنع الاتحاد الأوروبي، مثل نظام الدفاع الجوي سامب/ تي الفرنسي الإيطالي.

وأشارت إلى أن ألمانيا تعمل حاليًا على إنشاء "درعها الجوي" الخاص بها، باستخدام مزيج من التقنيات الأمريكية والإسرائيلية والمحلية - بمشاركة بريطانية.

ومن عجيب المفارقات، وفقا للصحيفة، أنه عندما كانت فون دير لايين وزيرة الدفاع الألمانية في عهد أنجيلا ميركل، فقد أيدت حق بلادها في وضع سياساتها الدفاعية الوطنية داخل حلف شمال الأطلسي.

في الوقت الحاضر، وتحت رعاية حلف شمال الأطلسي، تتمتع أوروبا بالحماية من الهجمات الجوية، خاصة من خلال أنظمة صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع المتمركزة على حدودها الشرقية.

تأثير "إمبراطورية" دير لايين سيكون إضعاف الناتو وتسهيل انتصار روسيا.

تلغراف

وقالت تلغراف: لقد تمت تجربة واختبار قدرة الدفاع الجوي المتكاملة للحلف، وخاصة في أوكرانيا. وقد طلب حلف شمال الأطلسي مؤخرًا شراء 1000 صاروخ باتريوت جديد لتجديد مخزونه، على أن يتم تسليمها من خلال ائتلاف أمريكي ألماني مشترك.

ورأت أن كل هذا وأكثر من ذلك بكثير سوف يتم إبطاله من خلال الاستحواذ المقترح لبروكسل على وزارة الدفاع.

وشددت الصحيفة بالقول: رغم أن "الرئيسة فون دير لايين"، كما تصف نفسها، تدعي أنها تجعل أوروبا "مقاومة لترامب"، فإن اتحادها الدفاعي الذي تقترحه لن يكون أقل حمائية من ترامب نفسه.

وأكدت أنه بدلاً من السماح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتكييف سياسات الشراء الخاصة بها بما يتوافق مع احتياجاتها الخاصة، وفي إطار إستراتيجية حلف شمال الأطلسي الشاملة، فإن الدرع الجوي الجديد للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يتخلص من صواريخ  باتريوت ويستبدلها بنماذج أوروبية أقل موثوقية، وقد يستغرق تطويرها سنوات عديدة.

وخلصت تلغراف إلى القول إنه على الرغم من أن فون دير لايين من أشد المؤيدين لأوكرانيا، فإن تأثير بناء "إمبراطوريتها" في بروكسل سيكون إضعاف الناتو، وبالتالي تسهيل انتصار روسيا.