وزير الدفاع البريطاني: نتوقع دورا للولايات المتحدة لتأمين السلام في أوكرانيا
قال عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، الدكتور ماهر عبد القادر، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تستخدم الضغوط المالية على الجامعات لمواجهة الاحتجاجات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية، لا سيما مع تصاعد الاحتجاجات في جامعة كولومبيا.
وأكد عبد القادر، في حوار مع "إرم نيوز"، أن إدارة ترامب لجأت إلى تهديد الطلاب بإلغاء وثائق الإقامة والتأشيرات، بحجة أن المظاهرات الرافض للحرب على قطاع غزة تندرج تحت ما يسمى بـ"معاداة السامية"؛ ما يشكل – وفق ادعائهم – تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
وأوضح أن الاعتقالات وحجب الدعم المالي بدآ يتركان بصماتهما على الجامعات الأمريكية، الأمر الذي انعكس على الشارع الأمريكي، حيث تشهد المدن احتجاجات متزايدة تساند المظاهرات الجامعية، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين والتراجع عن الضغوط المفروضة على الجامعات.
جاء ذلك في ظل استقالة الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيا، كاترينا أرمسترونغ، تحت ضغوط شديدة من الحكومة والمدافعين عن حقوق الإنسان، بسبب تعامل الجامعة مع الاحتجاجات المؤيدة لغزة.
وأشار عبد القادر إلى أن الضغوط التي مارستها إدارة ترامب دفعت أرمسترونغ إلى تقديم استقالتها بعد أشهر من توليها المنصب، وذلك بعد الضغوط التي تعرضت لها الرئيسة السابقة للجامعة، نعمت شفيق، والتي استُجوبت في الكونغرس حول تعامل الجامعة مع الاحتجاجات الطلابية؛ ما أدى في النهاية إلى استقالتها.
حجب التمويل الفيدرالي
ويرى عبد القادر أن ضغوط ترامب على داعمي القضية الفلسطينية داخل الجامعات الأمريكية اتخذت منحىً جديدا، حيث ألغت الإدارة الفيدرالية 400 مليون دولار من التمويل الاتحادي لجامعة كولومبيا، بدعوى أنها لم تتخذ إجراءات كافية لمحاربة ما يزعمون أنه "معاداة للسامية"، في إشارة إلى الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب على غزة.
وأوضح أن منظمي الاحتجاجات في جامعة كولومبيا يصفون الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "حرب إبادة"، وقد كان لهم تأثير واسع، حيث انتقلت المظاهرات من داخل الجامعة إلى أكثر من 60 جامعة أمريكية، بما في ذلك جامعات النخبة، كما امتدت إلى كندا ودول أوروبية.
وذكر عبد القادر أن هذه الاحتجاجات أثارت استياء اليمين الأمريكي، بالإضافة إلى الداعمين لإسرائيل وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ما دفعهم إلى ممارسة ضغوط على الجامعة للحد من نشاطها داخل الولايات المتحدة.
تصاعد الجدل حول حرية التعبير
وأضاف عبد القادر أن استقالة أرمسترونغ جاءت تجنبا للمزيد من الضغوط الحكومية، خاصة بعد حجب 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، حيث أصبحت الجامعة في موقف حساس بين الحفاظ على حرية التعبير التي يطالب بها المجتمع الأمريكي، والضغوط التي يمارسها الداعمون لتل أبيب، الذين يرون أن هذه الاحتجاجات تضر بصورة إسرائيل.
وأوضح أن المجتمع الأمريكي بات يشهد حالة من الانقسام بين من يدافع عن المبادئ الدستورية المتعلقة بحرية التعبير، ومن يتأثر بنفوذ الداعمين لإسرائيل.