محمود عباس يعين حسين الشيخ نائبا لرئيس منظمة التحرير ولرئيس لدولة فلسطين
استبعد خبراء في الشؤون الأمريكية والصينية، اندلاع حرب عسكرية بين الصين والولايات المتحدة بسبب قناة بنما، في ظل محاولة السيطرة على هذا الممر المائي الاستراتيجي والتجاري، مرجعين ذلك لكونهما قوتين نوويتين.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين بعد الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، والتي تأخذ شكل المواجهة في عدة مجالات.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الحل الوحيد في أزمة قناة بنما، هو التوصل إلى اتفاق استراتيجي بين الصين وأمريكا، ولا سيما ما يخص وضع الملاحة في هذا الممر المهم عالميًّا.
وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، قد أكد مؤخرًا أن الولايات المتحدة "ستستعيد" قناة بنما من النفوذ الصيني، متعهدًا بعد محادثات مع حكومة بنما، بتعزيز التعاون الأمني مع قوات بنما الأمنية.
وقال هيغسيث إنه لن يسمح للصين باستخدام القناة كسلاح من خلال استغلال العلاقات التجارية للشركات الصينية لأغراض التجسس.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن الصين تحث الولايات المتحدة على التوقف عن نشر الشائعات وإثارة المشكلات وربط الصين بقضية قناة بنما لتبرير سيطرتها على القناة.
وبهذا الصدد، يقول النائب التنفيذي لرئيس جامعة "سانت فينيست" الأمريكية والخبير في السياسات الأمريكية، الدكتور عابد الكشك، إنه لا توجد مؤشرات تظهر أي تجهيزات من جانب القوتين العظميين النوويتين، الولايات المتحدة والصين، في الذهاب إلى مواجهة عسكرية بسبب قناة بنما.
ويؤكد الكشك، لـ"إرم نيوز"، على الأهمية الكبرى والمتعددة لما تمثله قناة بنما لواشنطن في ظل كونها وصلة تجارية مهمة في مستويات عدة، ولا سيما بين الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، ولكن هذا لا يعني أن تتسبب في مواجهة عسكرية مع الصين.
وأوضح أن أمريكا قلقة بشدة بشأن انخراط الصين في البنية التحتية في دول بأمريكا الجنوبية، في وقت باتت فيه قناة بنما محورا مهما لكل من واشنطن وبكين؛ نظرًا لتأثيرها ودورها في الوصول إلى القارة اللاتينية في ظل مداها الاستراتيجي.
وأشار الكشك إلى أن الولايات المتحدة تحاول بقدر المستطاع الوصول إلى اتفاقيات معينة مع الصين، حتى لو كانت هناك حرب باردة بينهما، أو ما جاء بالحرب التجارية المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية من جانب إدارة ترامب بشكل قياسي على المنتجات الصينية، والذي قوبل برد مماثل من جانب بكين.
وشدد على أنه لا يوجد طريق سوى التوصل إلى اتفاقيات تجارية بين واشنطن وبكين، بما في ذلك ما يخص وضع الملاحة في قناة بنما، والتي يجب أن يكون حولها اتفاق استراتيجي بينهما.
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الصينية، ماشو تشونغ، أن الحرب بين الصين وأمريكا على المستوى التجاري قد بدأت، ووصلت إلى مواجهات متصاعدة، لكن لن تشعل قناة بنما حربا عسكرية بين البلدين؛ لأنهما قوتين عظميين، ولا يريد أحد منهما تحمل نتيجة حرب مسلحة في ظل ما لديهما من قدرات نووية.
وأضاف تشونغ، لـ"إرم نيوز"، أنه لم تندلع بين الدول النووية الخمس في العالم أي مواجهة عسكرية مباشرة منذ الحرب العالمية الثانية؛ لأنها ستحمل ما هو بعيد.
وأكد أن المواجهة الحالية لن تكون حربا عسكرية، لكنها ستستمر بأشكال متعددة تجارية ولوجستية، وهذا ليس في إطار السيطرة على قنوات النقل العالمية فقط، ولكن على مستويات ومواقع أخرى.
ولفت تشونغ إلى أن هناك تأثيرات سلبية ضد الصين، ونفس الأمر سيطال أمريكا ودول العالم من حيث التجارة العالمية في ظل اعتبار قناة بنما من الممرات البحرية المهمة، ولكنها ليست الوحيدة للنقل، حيث هناك طرق أخرى، لكنها بعيدة، وهو ما يعطي أهمية لهذه القناة.