الخارجية الروسية: اتفاق بين لافروف وروبيو على مواصلة الاتصالات على جميع المستويات
تسعى القمة الأوروبية، التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن يوم الأحد، والقمة العربية الطارئة، التي ستلتئم في العاصمة المصرية القاهرة بعد غد الثلاثاء، لتقديم بدائل لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط وأوروبا.
والتزمت القمة الأوروبية بتجهيز مقترحات مفصّلة لترامب بخصوص وقف الحرب في أوكرانيا، فيما ستعمل القمة العربية على تجهيز مقترحات بشأن اليوم التالي لوقف الحرب في قطاع غزة.
وأعربت معظم الدول الأوروبية الـ18، الحاضرة بقمة لندن، عن صدمتها مما شهده لقاء الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من اشتباك لفظي علني.
كما أعربت عن رفضها للنهج، الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية الجديدة في الانفراد بالتفاوض مع روسيا لوقف الحرب الأوكرانية، وفي تحميلها زيلنسكي مسؤولية إشعال الحرب قبل ثلاث سنوات.
ورأى المحلل في القانون الدولي إبراهيم الدلو، أن الموضوع يتمثل بشخص ترامب، الذي يرأس الدولة الأقوى في العالم، ويريد من هذا الموقع أن يحل قضايا العالم بعقلية تاجر الأراضي.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن ما فعله ترامب في معالجاته لحربي غزة وأوكرانيا، بكل تعقيداتها التاريخية، هو أنه اعتمد شعار "أمريكا أولًا"، تطرح حلولا استفزت أصحاب القضية ممن لم يروا مخرجا سوى طرح الحلول الجماعية البديلة وتقديمها مشاريع جاهزة.
وبيّن المحلل الدلو أنه في الحالتين فإن مستقبل غزة بعد الحرب، ومستقبل أوروبا بعد صفقة وقف الحرب في أوكرانيا، جاءت طروحات ترامب مزيجا من جهل البديهيات ومن صلف القوة عندما تصبح غاشمة.
وأشار إلى أنه كان من الطبيعي أن يستنفر أصحاب الحق قوتهم الجماعية، في الشرق الأوسط كما في أوروبا، ليعرضوا قضيتهم أمام العالم بمشاريع متكاملة من مختلف الجوانب السياسية والأمنية، بما فيها طرق تعمير ما جرى تدميره في الحرب.
من جانبه رأى المحلل يوسف نصار، أن القمتين تقدمان شواهد حيّة على نظام عالمي جديد يتشكل على أنقاض نظام لم يعد يحتمل القطب القيادي الوحيد.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن نهج الإدارة، الذي عاد به ترامب الى البيت الأبيض، بما اتسم به من الإفراط في تجاهل حقوق الأصدقاء قبل الخصوم، هو الذي جعل العالم العربي ثم أوروبا يتنادون سريعًا لبلورة حقوقهم ومطالبهم ورؤاهم، بمشاريع متكاملة لتصبح هي الشرعة البديلة للأمم المتحدة التي فقدت وظيفتها منذ زمن ليس القصير.
وذكر المحلل نصار "أن من يسمع النداءات الأوروبية للانتفاضة على الهيمنة الأمريكية وأخذ مستقبلها بيدها، يُدرك أننا ندخل عتبات النظام العالمي الجديد من بوابات قمة القاهرة ثم قمة لندن".