logo
العالم

ما دوافع توغل أوكرانيا في الداخل الروسي؟

ما دوافع توغل أوكرانيا في الداخل الروسي؟
قوات أوكرانيةالمصدر: رويترز
09 أغسطس 2024، 11:05 ص

رجح تحليل لشبكة "سي أن أن"، أن يكون قرار كييف بتوظيف جزء كبير من مواردها العسكرية المحدودة في عملية عبر الحدود داخل أراضٍ روسية، يهدف إلى تحقيق مكاسب إعلامية سريعة، إلا أن هدفه الإستراتيجي لا يزال غامضًا.

واخترق نحو 1000 جندي أوكراني الحدود الروسية في الـ6 من شهر آب/ أغسطس الجاري، بالدبابات والمركبات المدرعة، وأسراب من الطائرات المسيرة والمدفعية، وفقًا لمسؤولين روس.

ويصف التحليل الهجوم بأنها قد تكون "إما لحظة يأس أو إلهام لأوكرانيا"، مبينًا أن قيادة الجيش الأوكراني أقدمت على مغامرة نادرة، بعد أن انْتُقِدَت تحركاتها في السنتين ونصف السنة الماضية، وعُدَّت"بطيئة ومحافظة للغاية".

أخبار ذات علاقة

لوفيغارو: 4 سيناريوهات وراء هجوم كييف على "كورسك" الروسية

ووردت أنباء عن احتدام القتال بالقرب من بلدة سودجا، التي يتدفق منها الغاز الطبيعي الروسي إلى أوكرانيا، ما أثار مخاوف من توقف مفاجئ لتدفقات الغاز إلى أوروبا، وقال مسؤولون أوكرانيون إن أنابيب نقل الغاز لا تزال تعمل.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم بأنه "استفزاز كبير"، فيما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، لم تكن على علم مسبق بالهجوم، وتسعى للحصول على مزيد من التفاصيل من كييف.

والتزم الجيش الأوكراني الصمت حيال الهجوم على مدينة كورسك الروسية، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشاد بقدرة الجيش، يوم أمس الخميس، على إحداث "مفاجأة" وتحقيق نتائج.

إستراتيجية أم مغامرة؟

وقالت "سي أن أن"، إنه بعد أسابيع من تحرك قوات روسية نحو مراكز عسكرية أوكرانية في بوكروفسك وسلوفيانسك، بدأت موسكو بعد الهجوم تتخبط لتعزيز خط جبهتها الأكثر أهمية، وهو حدودها الخاصة.

وعدَّت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الهجوم المباغت على كورسك، الواقعة على بعد نحو 530 كيلومترًا جنوب موسكو، قد صُمم بعناية لنقل تداعيات الحرب إلى الأراضي الروسية.

وذكرت أنه "حتى الآن، لم يشعر كثير من الروس بالآثار المباشرة للصراع الذي أدى إلى تدمير كثير من المدن والبلدات الأوكرانية وتشريد الملايين".

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الأوكراني يهدف أيضًا، إلى تشتيت القوات الروسية، وإجبارها على إعادة تموضعها بعيدًا عن مناطق أخرى على امتداد خط المواجهة، إذ شهدت القوات الأوكرانية تراجعًا تدريجيًّا في الأشهر الأخيرة، غير أن بعض المراقبين الأوكرانيين يشككون علنًا في حكمة هذه المغامرة، وفقًا لـ"سي أن أن".

وتوقعت الشبكة أن يندرج التوغل الأخير ضمن "إستراتيجية أكبر" تهدف إلى التأثير في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وتاليًا الحد من مصدر تمويل مهم لموسكو، إذ يقع المكان الذي هاجمته أوكرانيا بجوار محطة غاز روسية، على الحدود مباشرة، وهي أساسية لتوريد الغاز من روسيا، عبر أوكرانيا، إلى أوروبا.

أخبار ذات علاقة

البيت الأبيض: نتواصل مع كييف لمعرفة "أهداف" التوغل في أراض روسية

 

وأشارت إلى أن كييف ربما تفكر في تغيير إستراتيجيتها من استهداف البنية التحتية الروسية عن بعد إلى إرسال قوات برية داخل الأراضي الروسية، ما ينطوي على خطورة على الجيش الأوكراني، ويمثل تحديًا جديدًا للكرملين.

وربط التحليل هذا التحرك أيضًا بوصول الأسلحة الغربية، خاصة مقاتلات أف-16، التي من شأنها تغيير موازين القوى الجوية لصالح أوكرانيا، رغم استمرار بعض التحديات مثل نقص الذخيرة.

ورجح التحليل وجود دوافع إستراتيجية أخرى للهجوم، مشيرًا إلى أنه للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، بدأت تلوح في الأفق بوادر محادثات سلام، وقد تشهد المدة المقبلة دعوة روسيا للمشاركة في مؤتمر سلام ترعاه أوكرانيا وحلفاؤها.

وبصرف النظر عن الدافع، فإن هذه العملية تمثل مجازفة استثنائية وكبيرة بالنظر إلى محدودية موارد كييف، وفقًا للتحليل، وهو ما يشير إلى وجود قناعة متنامية لدى القيادة الأوكرانية بقرب حدوث تحول جوهري في مسار الصراع أو بتغيرات إستراتيجية وشيكة على الساحة السياسية أو العسكرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC