عمدة كييف: قتيلان و54 مصابا جراء القصف الصاروخي على العاصمة الأوكرانية

logo
العالم

بعد المواجهة الكلامية.. هل دقت ساعة الصدام بين فرنسا وروسيا؟

بعد المواجهة الكلامية.. هل دقت ساعة الصدام بين فرنسا وروسيا؟
لقاء سابق بين ماكرون وبوتينالمصدر: رويترز
08 مارس 2025، 6:40 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن التوتر المتصاعد بين باريس وموسكو يعكس تحولًا استراتيجيًا في دور فرنسا داخل المنظومة الدفاعية الأوروبية، مما يثير قلق الكرملين.

وبينما تؤكد باريس أنها رأس الحربة في تعزيز أمن أوروبا وردع التهديدات الروسية، يتبادل الرئيسان إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين التصريحات الحادة، حيث استحضر الأخير دروس التاريخ محذرًا من "مصير نابليون"، بينما رد ماكرون بوصف روسيا بأنها آخر إمبراطورية توسعية في القارة. فهل تسير أوروبا نحو مواجهة جديدة، أم أن هذه السجالات السياسية مجرد جزء من لعبة التوازنات الجيوسياسية؟.

وهذه المواجهة الكلامية ليست مجرد مناوشة خطابية، بل تعكس تصاعد المنافسة بين باريس وموسكو على الساحة الأوروبية، وسط دعم متزايد من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

وقال باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، متخصص في القضايا الأمنية والدفاعية الفرنسية والدور الجيوسياسي لفرنسا لـ"إرم نيوز"، إن تبادل التصريحات الحادة بين ماكرون وبوتين يُظهر مدى تعقيد الصراع الأوروبي-الروسي. 

وأضاف أن فرنسا تحاول تعزيز دورها كقائدة للدفاع الأوروبي، وهو ما يُقلق موسكو، التي تنظر إلى باريس كمحرك أساسي وراء سياسة الاتحاد الأوروبي الداعمة لأوكرانيا".

وأوضح أن مقارنة بوتين لماكرون بنابليون ليست مجرد تلميح تاريخي، بل هي رسالة استراتيجية تهدف إلى تحذير الأوروبيين من مخاطر "الطموحات العسكرية المفرطة". ومع ذلك، يرى موران أن باريس لن تتراجع، بل ستواصل الضغط على موسكو من خلال دعم أوكرانيا وزيادة التعاون الدفاعي الأوروبي.

من جانبه، قال بيير رازو – مدير أبحاث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية (FRS)، متخصص في الشؤون الدفاعية والعلاقات الدولية لـ"إرم نيوز" إن تصريحات ماكرون وبوتين تندرج في إطار حرب نفسية تهدف إلى تعبئة الرأي العام الداخلي لكل منهما. 

وأوضح أن "بوتين يحاول إظهار ماكرون كقائد ضعيف غير قادر على تكرار نجاحات نابليون، بينما يسعى ماكرون إلى تصوير بوتين كإمبريالي متخلف يسعى لإعادة رسم حدود أوروبا بالقوة".

وأضاف أن استخدام التاريخ في الصراعات السياسية ليس جديدًا، لكنه قد يكون سلاحًا ذا حدين، خاصة عندما يتم تأويله بطرق تخدم الدعاية السياسية.

وبدوره، أشار نيكولا تنزر، الخبير في الشؤون الجيوسياسية ومدير مركز "CERAP" للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن هذه المواجهة الكلامية تعكس قلق موسكو المتزايد من تنامي القوة العسكرية الأوروبية تحت قيادة فرنسا. 

وأضاف أن "فرنسا لا تكتفي فقط بدعم أوكرانيا سياسيًا، بل تلعب دورًا رئيسًا في إعادة تشكيل الدفاع الأوروبي، وهو ما يعتبره بوتين تهديدًا مباشرًا لنفوذ روسيا".

واعتبر أن هذا الخطاب التصعيدي قد يمهد لمزيد من التحركات العسكرية والدبلوماسية بين الطرفين، مما يجعل العلاقات الأوروبية-الروسية أكثر تعقيدًا في المستقبل القريب.

أخبار ذات علاقة

الكرملين يهاجم ماكرون ويتهمه بـ"الكذب"

  وفي ظل هذه التصريحات المتبادلة، يبدو أن المواجهة بين فرنسا وروسيا لن تبقى في إطار التصريحات الخطابية فحسب، بل قد تتطور إلى صراع استراتيجي طويل الأمد داخل القارة الأوروبية.

والسؤال الأهم: هل ستتمكن باريس من قيادة الدفاع الأوروبي دون الدخول في مواجهة مباشرة مع موسكو؟.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات