مسودة بيان: مجموعة السبع تندد بشدة بالتصعيد الأخير للعنف في المناطق الساحلية بسوريا

logo
العالم

خبراء: لوبان اقتنصت "فرصة ذهبية" من مايوت الفرنسية لخدمة مشروعها

خبراء: لوبان اقتنصت "فرصة ذهبية" من مايوت الفرنسية لخدمة مشروعها
الزعيمة السابقة لحزب التجمع الوطني مارين لوبانالمصدر: رويترز
06 يناير 2025، 5:46 م

قال خبراء سياسيون فرنسيون، إن زيارة مارين لوبان، الزعيمة السابقة لحزب التجمع الوطني، إلى مايوت وسط ضجة سياسية كبيرة، تعكس براعتها في توظيف القضايا الاجتماعية والسياسية لصالحها.

ووفقًا للمحللين، يعتبر انتقاد لوبان لخطط الحكومة الخاصة بإعادة بناء الإقليم بعد أسبوع من مرور العاصفة "تشيدو" خطوة إستراتيجية تهدف إلى استثمار الأزمة لصالح مشروعها السياسي.

أخبار ذات علاقة

موازنة فرنسا.. صداع في رأس حكومة فرانسوا بايرو

ورغم إظهارها دعمًا لمطالب سكان مايوت، فإنها لم تتوانَ عن تسليط الضوء على القصور في إدارة الأزمة، وهو ما يعكس براعتها في توظيف القضايا الاجتماعية والسياسية لصالحها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل كانت هذه الزيارة مجرد استغلال سياسي لحالة طارئة، أم أنها تُعد خطوة إستراتيجية لتعزيز علاقة حزبها بجزء مهم من سكان الإقليم الذين أظهروا دعمًا متزايدًا لها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟

وقال الخبير السياسي الفرنسي ميشيل ديروش، إنه يمكن تقييم زيارة مارين لوبان لمايوت في سياق التحركات السياسية لحزب التجمع الوطني، خاصة في ظل الوجود المتزايد للحزب في هذه المنطقة.

وأوضح ديروش، لـ"إرم نيوز"، أن مارين اتخذت خطوة إستراتيجية في تعزيز الحضور السياسي لحزب التجمع الوطني في هذا الإقليم الذي أصبح يشكل أحد معاقل اليمين المتطرف في فرنسا.

واعتبر أن حصول لوبان على 59% من الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات 2022، يعكس عمق التأثير الذي يتمتع به الحزب في هذا المجتمع المحلي.

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، تعكس تصريحاتها حول نقص الجانب الدبلوماسي في خطة الحكومة رغبة في إثارة الجدل حول إستراتيجيات الحكومة الفرنسية؛ مما يعزز صورة حزب التجمع الوطني كأحد القوى المعارضة القوية التي لا تتردد في الضغط على الحكومة في سياق القضايا المحلية".

من جهته، أكد جان مارك برنارد، الخبير في الشؤون السياسية الفرنسية، أن "زيارة مارين لوبان إلى مايوت تعد بمثابة إستراتيجية مدروسة تهدف إلى تأكيد حضور حزب التجمع الوطني في هذه المنطقة.

وأضاف برنارد، لـ"إرم نيوز"، أنه لعل أبرز ما يميز هذه الزيارة هو كيف نجحت لوبان في تصعيد النقاش حول الإشكاليات المحلية؛ مما يجعلها تظهر بمظهر المساندة لسكان مايوت من جهة، ومن جهة أخرى تخلق فجوة بين السياسة الحكومية وبين مطالب المنطقة".

أما عن آفاق تأثير هذا النوع من الزيارات على العلاقات بين الحكومة الفرنسية والإقليم، فقال الخبير في الشؤون الدبلوماسية فرانسوا لوفور، إنه يمكن اعتبار تصريح مارين لوبان حول نقص الجانب الدبلوماسي في خطة الحكومة إشارة إلى توجيه نقد دقيق للمسائل الإستراتيجية الفرنسية في مايوت.

خطة الطوارئ لمايوت

وبين لوفور، لـ"إرم نيوز"، أنه "من جهة أخرى، تُظهر زيارة مارين لوبان بعد العاصفة "تشيدو"، كيف تستغل شخصيات سياسية مثلها الظروف الإنسانية والاقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية، حيث يعكس هجومها على خطة الحكومة أنها تسعى لتعزيز حضورها بين السكان المحليين واستغلال مشاعرهم من أجل توسيع قاعدة دعمها.

ورأى أنه لا يمكن تجاهل أن هذا النوع من الزيارات يعكس أيضًا صورة الحزب في الأقاليم الفرنسية ذات التنوع السياسي، ويؤثر في المستقبل على إستراتيجيات الحكومة في التعامل مع هذه المناطق.

وفي زيارة إلى مايوت صباح الأحد، صرحت مارين لوبان أن "خطة الطوارئ لمايوت لا تذهب بما فيه الكفاية".

الزعيمة السابقة لحزب التجمع الوطني (يمين متطرف) التي تتولى الآن قيادة النواب من حزبها، التقت بالعديد من العسكريين ورجال الإطفاء، في زيارة سياسية واضحة لهذا الإقليم الذي يعتبر من معاقلها.

وفاء الحكومة بوعودها

ولم يكن هناك أي استقبال رسمي لزيارة مارين لوبان، التي تأتي بعد ثلاثة أسابيع من العاصفة "تشيدو". على الرغم من ذلك، كانت أولى تصريحاتها نقدية ضد خطة الحكومة لإعادة البناء، حيث قالت: "الخطة لا تذهب بما فيه الكفاية لأنها تفتقر إلى جانب دبلوماسي، ومن دون هذا الجانب سيكون من الصعب الوفاء بالكثير من الوعود".

وتساءلت مارين لوبان إذا كان من الضروري أن "نذكّر الحكومة بالوعود التي تم تقديمها"، ما يعكس ضغوطًا سياسية واضحة. ففي مايوت، تعتبر لوبان في "أرض مألوفة"، إذ حصلت على 59٪ من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

وفي يوليو/تموز الماضي، تم انتخاب أول نائبة من مايوت، مما يعكس انتصارًا واضحًا لحزب التجمع الوطني في هذا الإقليم. في محيط المطار، كان سكان مايوت يعبرون عن مشاعر مختلطة تجاه زيارة لوبان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC