ميليشيات عراقية تقول إنها هاجمت هدفا حيويا إسرائيليا في الجولان

logo
العالم

ما مغزى دعوات ماكرون لنتنياهو بوقف حرب غزة ولبنان؟

ما مغزى دعوات ماكرون لنتنياهو بوقف حرب غزة ولبنان؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
08 أكتوبر 2024، 9:31 ص

رغم تكرار دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإسرائيل، منذ هجوم حماس على إسرائيل قبل عام في 7 أكتوبر / تشرين الأول، ومطالبته المستمرة بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، إلا أن ذلك لم يشفع له من "غضبة" رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو عليه، حينما طالبه بوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وكان ماكرون أدلى بتصريحات حول وقف شحنات الأسلحة قبل توغل إسرائيل في لبنان لمواجهة حزب الله؛ إذ قال، الشهر الماضي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنه من "غير المتسق" الدفع بوقف إطلاق النار مع الاستمرار في توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

ووفق الصحيفة، فإن دعوة ماكرون هذه المرة، بدا وكأنها أصابت "عصبا حساسا" بشكل خاص لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تخوض بلاده حربا على عدة جبهات، ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان، ووسط تقارير عن استعدادها للرد على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته عليها إيران.

ويرى بعض المحللين السياسيين، أن تزايد أعداد الضحايا، وتصاعد احتمالات نشوب حرب إقليمية مع إيران، قد عمّقا من قلق الرئيس الفرنسي، وإحباطه في هذه المرة، لذلك دعا إسرائيل لوقف إطلاق النار.

ورأى آخرون، أنهم لم يتفاجأوا من تصريح ماكرون؛ إذ حاول تحقيق توازن دقيق في نهجه تجاه الصراع في الشرق الأوسط، معبرا عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس مع انتقاد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الوقت نفسه، لذلك ناشد وقف إطلاق النار، لمنع تزايد الخسائر المدنية في غزة والآن في لبنان، المستعمرة الفرنسية السابقة.

غير أنهم، يرون في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، أن هدف ماكرون من وراء هذه التصريحات، التي كان من شبه المؤكد أنها ستثير غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي، "لم يكن واضحا تماما".

وفي هذا الجانب، يوضح ديفيد خلفة، خبير الشرق الأوسط في مؤسسة "جان جوريس" أن توقيت تعليقات ماكرون، قبل الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر \ تشرين الاول، كان "محرجا بشكل خاص".

وتابع: "على المدى القصير، من الواضح أنه لن يساعدنا على أن يُسمع صوتنا من قبل الإسرائيليين"، مضيفا أن "هناك علامة استفهام معلقة على وضوح الدبلوماسية الفرنسية".

ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبع تجارة الأسلحة العالمية، فإن فرنسا بالكاد تبيع أسلحة لإسرائيل، إذ تتلقى أكثر من 90% من شحنات أسلحتها من الولايات المتحدة وألمانيا.

وقال المحلل الدفاعي الفرنسي، فرانسوا هيسبورغ، عن تعليقات ماكرون: "لم يكن بحاجة إلى فعل ذلك، تصريحاته تجعله غير فعال وغير متسق تماما".

ومن جانبه، يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة القديس يوسف ببيروت،  كريم إميل بيطار، أن هذا الموقف يجسّد نهج ماكرون المميز في صنع السياسة، الذي يقوم على محاولة مراعاة جميع جوانب القضية باستمرار.

وأضاف بيطار: "هذا الأسلوب يثير تعقيدات كافية في السياسة الداخلية، وأما في السياسة الخارجية، فمحاولة إرضاء جميع الأطراف غالبًا ما تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث تنتهي بإغضاب الجميع."

أخبار ذات علاقة

ماكرون يؤكد لنتنياهو التزام فرنسا بـ"أمن إسرائيل"

وتربط فرنسا بلبنان علاقات تاريخية وثقافية متينة؛ ما يتيح لباريس أحيانا لعب دور الوسيط الرئيس في قضايا المنطقة، وقد استثمر ماكرون قدرا كبيرًا من نفوذه السياسي في هذا البلد، الذي كان في يوم ما تحت الانتداب الفرنسي. 

وفي هذا السياق، تقول ريم ممتاز، الخبيرة في السياسة الخارجية الفرنسية في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" في أوروبا، ومقرها باريس: "لبنان هو المكان الذي لا تزال فرنسا قادرة فيه على التصرف كقوة عظمى، على الرغم من أنها لم تعد قوة عظمى".

وكان إيمانويل ماكرون أثار غضب نتنياهو، السبت الماضي، بتأكيده أن "الأولوية اليوم هي العودة الى حلّ سياسي، والكفّ عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في غزة"، مشيرا إلى أن فرنسا "لا تقوم بتسليم" أسلحة.

كما طالب ماكرون أيضا أن تتبع إسرائيل القانون الدولي والإنساني لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، داعيا إلى وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان لإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية والسياسية.

وجاء رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "سريعا ولاذعا" على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة إذا أرادت وقفاً لإطلاق النار.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو لماكرون: حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل يخدم إيران

وقال نتنياهو:إنه من "العار" الدعوة إلى فرض حظر على شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، دعوني أخبركم بهذا، ستنتصر إسرائيل بدعمهم أو من دونه، لكن عارهم سيستمر طويلا بعد انتهاء الحرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC