المرصد الأمريكي: زلزال عنيف بقوة 6.8 درجات قبالة نيوزيلندا
في ظل المنافسة العالمية المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تحاول الصين تطوير تقنياتها لمواكبة التطورات المتسارعة، إلا أن الرقابة السياسية والقيود المفروضة على الإنترنت تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها في أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي الصينية.
وقال موقع "Infobae" الإخباري، في تقرير، إن روبوت المحادثة "DeepSeek"، الذي طوّرته شركة التكنولوجيا الصينية التي تحمل الاسم نفسه، أثبت قدراته المتقدمة في العديد من الجوانب.
ومع ذلك، تظهر بعض القيود الواضحة عند تناوله المواضيع السياسية الحساسة، هذه القيود تختلف عن نهج روبوت المحادثة الأمريكي "ChatGPT"، الذي طورته شركة "OpenAI"، والذي يتمتع بمرونة أكبر في معالجة مثل هذه المواضيع.
واختبرت وسائل الإعلام الأمريكية كلا الروبوتين في مدينة نيويورك، وطرحت عليهما أسئلة حول قضايا تخضع عادةً للرقابة في الصين، مثل أحداث "تيانانمين" وسيادة تايوان.
وفي حين قدم "ChatGPT" إجابات تفصيلية ومتوازنة، تجنب "DeepSeek" الخوض في هذه القضايا، ولجأ أحيانًا إلى روايات تتماشى مع المواقف الرسمية للحكومة الصينية.
تُعدّ أحداث ميدان "تيانانمين" عام 1989 من أكثر المواضيع حساسية بالنسبة للحكومة الصينية، فقد شكّلت نقطة تحول هامة في تاريخ البلاد الحديث، وحينما سُئل كل من روبوتي المحادثة عن هذه الأحداث جاءت الإجابات متباينة كثيرًا.
فبينما قدم "ChatGPT" ملخصًا مفصلًا للأحداث، موضحًا أن آلاف الطلاب والعمال قد تجمعوا في الساحة مطالبين بالإصلاحات السياسية وحرية التعبير، وتحدث عن استخدام القوات والدبابات لقمع الاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل المئات أو حتى الآلاف من المتظاهرين، فضلًا عن التأثير العالمي لهذا الحدث بوصفه رمزًا للمقاومة ضد الاستبداد، جاء رد "DeepSeek" بشكل مقتضب: "آسف، هذا الموضوع خارج نطاق اختصاصي الحالي. دعونا نتحدث عن شيء آخر".
وتُظهر هذه الاستجابة التوجه الصارم الذي تتبعه الحكومة الصينية لمحو أي ذكرى تاريخية متعلقة بهذه الأحداث، بما في ذلك فرض رقابة شاملة على الإنترنت والتعليم.
تُعد قضية سيادة تايوان من أبرز القضايا التي تعكس الفروقات بين "DeepSeek" و"ChatGPT"، إذ تُعدّ تايوان بالنسبة للصين قضية جوهرية تتعلق بوحدة أراضيها.
وقدم "ChatGPT" إجابة مفصلة، أوضح فيها أن تايوان تُعد كيانًا مستقلًا بذاته بحكومته وجيشه ودستوره، رغم أن الصين تدّعي أن الجزيرة جزء من أراضيها بموجب "سياسة الصين الواحدة".
كما أشار إلى وجهات النظر الدولية المتنوعة حول هذا الموضوع، إذ تعترف بعض الدول باستقلال تايوان، بينما تدعم دول أخرى الموقف الصيني.
في المقابل، تبنى "DeepSeek" الموقف الرسمي للحكومة الصينية، فقد أكد أن "تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ العصور القديمة"، مشددًا على أن "السيادة الصينية على تايوان لا جدال فيها"، مستخدمًا لغة تتماشى مع الخطاب الرسمي للحكومة الصينية حول "إعادة التوحيد".
في الصين، تتخذ الرقابة على الإنترنت أشكالًا متعددة، بدءًا من تصفية المحتوى الإلكتروني وصولًا إلى التدخل البشري، وتدافع الحكومة الصينية عن مفهوم "سيادة الإنترنت"، معتبرة أن لكل دولة الحق في تنظيم التعبير عبر الإنترنت وفقًا لشروطها الخاصة.
ويظهر هذا المفهوم بوضوح في تصميم برامج مثل "DeepSeek"، التي تحرص على التوافق مع سياسات الحكومة الصينية فيما يتعلق بحرية المعلومات.
وتواجه برامج المحادثة الصينية الأخرى صعوبة في معالجة المواضيع السياسية الحساسة، ما يبرز التوتر القائم بين التقدم التكنولوجي والقيود السياسية.
كما يبدو أن "DeepSeek" يعتمد على مصادر رسمية، مثل وسائل الإعلام الحكومية وتصريحات وزارة الخارجية الصينية، ما يقلل من قدرته على تقديم إجابات غير متحيزة أو شاملة.
