الأكثر تطورا في العالم.. هل تعوّض"نظارات ميتا" الهواتف الذكية؟

في ظل التطورات السريعة في التكنولوجيا القابلة للارتداء، تُعد النظارات الذكية من أبرز الاتجاهات التي قد تُغيّر قواعد اللعبة خلال السنوات المقبلة، ومع تحسين الأداء، وزيادة القبول الاجتماعي، من المحتمل أن تصبح النظارات الذكية البديل المستقبلي للهواتف الذكية.

وتتيح النظارات الذكية للمستخدمين التفاعل مع الواقع المعزز بشكل سلس ومتزايد، ما يجعلها خيارًا جذابًا في عالم يتجه نحو الاعتماد المتزايد على الأجهزة القابلة للارتداء.

لمحة تاريخية

وفي الستينيات، قدّم عالم الكمبيوتر، إيفان ساذرلاند، أول شاشة مثبتة على الرأس للواقع المعزز، وفي الثمانينيات، طور المهندس والمخترع الكندي، ستيفن مان، ما يعتبر أول نموذج يشبه النظارات الذكية، وطوال التسعينيات، طوّر الباحثون وشركات التكنولوجيا قدرة هذه التكنولوجيا من خلال شاشات مثبتة على الرأس، وأجهزة حوسبة قابلة للارتداء.

ومثل العديد من التطورات التكنولوجية، كانت هذه التقنيات تُركز في البداية على التطبيقات العسكرية والصناعية، وفي العام 2013، وبعد ظهور الهواتف الذكية، دخلت "غوغل" سوق نظارات الواقع المعزز، لكن المستهلكين أبدوا مخاوف بشأن الخصوصية، والتكلفة العالية، والوظائف المحدودة. ومع ذلك، استمرت شركات مثل "مايكروسوفت" و"أبل" و"ميتا" في تطوير تقنيات مشابهة.

نظرة إلى المستقبل

وعرضت ميتا، الأسبوع الماضي، أحدث نسخة من نظارات الواقع المعزز الخاصة بها، التي تحمل اسم "Orion". هذه النظارات تبدو مثل نظارات القراءة، وتستخدم الإسقاط الهولوغرافي لعرض الرسومات من خلال عدسات شفافة في مجال رؤية المستخدم.

ووصف مارك زوكربيرغ، رئيس ميتا، "Orion" بأنها النظارات الأكثر تقدمًا في العالم، مشيرًا إلى أنها تقدم لمحة عن المستقبل الذي قد تحل فيه هذه النظارات محل الهواتف الذكية كوسيلة رئيسة للتواصل.

التفاعل بين الإنسان والحاسوب

وتستشهد "ميتا" بعدة أسباب تجعل "Orion" النظارات الأكثر تقدمًا في العالم، منها: التكنولوجيا المصغّرة، ومجالات الرؤية الكبيرة، والشاشات المجسمة التي توفر تجارب واقع معزز مقنعة، كما تقدم نماذج جديدة للتفاعل بين الإنسان والحاسوب، أحد أصعب التحديات في هذه الصناعة.

وتحتوي "Orion" أيضًا على الذكاء الاصطناعي Meta AI للمساعدة في المهام من خلال الأوامر الصوتية، وتتبع العين واليد، والنقر والتمرير، وكل هذه الميزات تجعل النظارات أكثر سهولة في الاستخدام للاستهلاك العام، لكن اكتساب القبول الواسع من المستخدمين سيظل تحديًا.

مجموعة من التحديات

وعلى "ميتا" معالجة عدة تحديات، منها سهولة ارتداء النظارات واستخدامها، ودمجها مع النظارات الأخرى، إلى جانب الجوانب الفسيولوجية مثل الحرارة التي تولدها النظارات، الراحة، والدوار المحتمل، كما يجب تحسين عمر البطارية، وأمان البيانات، ومعالجة العوامل النفسية، مثل: القبول الاجتماعي، والثقة في الخصوصية.

وهذه العوامل ليست مختلفة عما رأيناه في العقد الأول من القرن 21، عندما اكتسبت الهواتف الذكية القبول، وتمامًا كما حدث في ذلك الوقت، هناك من يتبنون هذه التكنولوجيا في وقت مبكر، وسيرون فوائد كثيرة في تبني نظارات الواقع المعزز، مما يخلق سوقًا متخصصة ستتوسع تدريجيًا، وفق ما يقوله متابعون.

بناء منصة رقمية

وعلى غرار ما فعلته "أبل" مع "الآيفون"، سيتعين على "ميتا" بناء منصة رقمية، ونظام بيئي خاص بـ "Orion"، لتوفير تطبيقات واسعة تغطي كافة المجالات قبل إطلاق النظارات للجمهور المتوقع في العام 2027.

وبحلول ذلك الوقت، من المرجح أن يتقدم الذكاء الاصطناعي إلى درجة تجعل المساعدين الافتراضيين قادرين على رؤية ما نراه والتفاعل مع العالم المادي والافتراضي، مما يُقلل من الاعتماد على الهواتف الذكية.