ماذا يعني قرار "غوغل" الاحتفاظ بـ"ملفات تعريف الارتباط"؟

تُعتبر ملفات تعريف الارتباط، العمود الفقري للإعلانات السلوكية عبر الإنترنت، وهي تسمح للعلامات التجارية بتتبعك واستهدافك بالإعلانات الموجهة.

وقالت شركة غوغل إنها تراجعت عن خطوة خطط لها منذ فترة طويلة، للتخلص من ملفات تعريف الارتباط "Cookies"، التابعة لجهات خارجية، وهي طريقة مهمة للمعلنين، لتتبع نشاط المستهلكين على الويب. 

وفي منشور بالمدونة، قالت شركة الإنترنت الأمريكية العملاقة، إنها ستقدم تجربة جديدة في "Chrome"، تتيح للأشخاص اتخاذ قرار مستنير ينطبق عبر تصفح الويب الخاص بهم.

ما هي ملفات تعريف الارتباط؟

ملفات تعريف الارتباط هي أجزاء صغيرة من التعليمات البرمجية التي تتبع أنشطة المستخدم عبر الإنترنت بصمت، وتجمع معلومات حول ما يبحث عنه وأنواع المنتجات التي يميل إلى شرائها، ولقد أصبحت وسيلة رئيسية للمعلنين لضبط كيفية استهداف الأشخاص بالإعلانات عبر الإنترنت. 

وساعدت ملفات تعريف الارتباط، بتعزيز جزء كبير من النظام البيئي للإعلان الرقمي، ولا يزال المعلنون يعتمدون إلى حد بعيد عليها كأداة لجمع البيانات عن عملائهم.

 ويستخدم ما يقرب من 40.9% من مواقع الويب على الصعيد العالمي، ملفات تعريف الارتباط لجمع البيانات عن المستخدمين، فعلى سبيل المثال إذا تساءلت يومًا كيف يمكنك البحث عن زوج جديد من الأحذية عبر الإنترنت، ثم العثور على الأحذية نفسها في إعلان بعد خمس دقائق على منصة التواصل الاجتماعي المفضلة لديك، فإن الإجابة هي: ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث.

ولكن ملفات تعريف الارتباط ليست مجرد وسيلة لتتبع عادات التصفح لدى المستخدمين، فهي تشكل جزءًا أساسيًا من كيفية عمل الويب الحديث، وتؤدي دورًا حاسمًا في الحفاظ على تسجيل دخول المستخدم في أثناء تصفحه من صفحة ويب إلى أخرى.

وتبقى إحدى أهم الحجج للحفاظ على ملفات تعريف الارتباط هي، أنها تساعد على بقاء الويب مجانيًا للاستخدام، وفي بعض النواحي، أصبحت ملفات تعريف الارتباط أيضًا مزعجة للعديد من المستخدمين.

بدائل اقترحتها غوغل

في البداية، سعت غوغل إلى تقديم بديل لملفات تعريف الارتباط، يركز بشكل أكبر على الخصوصية.

وأطلقت الشركة مبادرة "Privacy Sandbox" في عام 2019، لإيجاد حل يحمي خصوصية المستخدم مع السماح للمحتوى بالبقاء متاحًا مجانًا على الويب المفتوح.

وفي عام 2020، قالت غوغل، إنها ستنهي دعم ملفات تعريف الارتباط هذه بمجرد اكتشاف حل يناسب المستخدمين والناشرين والمعلنين على حدٍ سواء.

وكانت الشركة قد حددت أوائل عام 2022، باعتباره العام الذي سيتم فيه إطلاق هذا البديل الجديد. 

وتضمنت إحدى المقترحات ما يسمى بـ "التعلم الموحد للمجموعات"، والذي من شأنه أن يضع الأشخاص بشكل رئيسي في مجموعات بناءً على سلوكيات التصفح المماثلة، مما يعني أنه سيُسْتَهْدَف مجموعات فقط، وليس المستخدمين على نحو فردي. 

وقالت غوغل في وقت سابق، إنها واثقة للغاية من التقدم المحرز في مقترحاتها، لكن الشركة قامت في عدة مناسبات بتأجيل الجدول الزمني للتخلص التدريجي من ملفات تعريف الارتباط، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يعني حملات إعلانية أقل فعالية، وأن صناعة التسويق لم تكن جاهزة لهذا التغيير.

الاحتفاظ بملفات تعريف الارتباط

وتقول غوغل، إنها تخطط الآن للاحتفاظ بملفات تعريف الارتباط، وبدلاً من التقليل من قيمتها، ستقوم شركة التقنية العملاقة بتقديم تجربة جديدة في "Chrome"، تتيح للأشخاص، اتخاذ خيار مستنير عبر تصفح الويب الخاص بهم.

ولم تقدم غوغل تفاصيل محددة حول الشكل الذي سيبدو عليه هذا النهج الجديد، لكنها قالت، "إنها تناقش المسار الجديد مع المنظمين والمعلنين، لضمان أن المقترحات البديلة لملفات تعريف الارتباط تحمي خصوصية المستخدمين بدرجة كافية، في حين أنها لا تضر أيضًا الشركات التي تعتمد على ملفات تعريف الارتباط للإعلان.

وحاليا، ربما تعني خطوة "غوغل"، أن الطريقة التي تتفاعل بها مع "الويب"، ستبدو متشابهة إلى حد ما، وسيظل المستخدمون يرون مربعات اختيار أعلى صفحة الويب تسألهم عمّا إذا كانوا يريدون قبول جميع ملفات تعريف الارتباط، أو الملفات الأساسية فقط.

وتجدر الإشارة إلى أنه بدون ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية، سيكافح أصحاب مواقع الويب لتحقيق الدخل من جماهيرهم، حتى إن البعض يعتبر أن هذه الملفات هي أحد أسباب زيادة المحتوى المجاني على الإنترنت في السنوات الأخيرة.