"رجل ميت يمشي" لم يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطلاق وصف كالسابق على زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، لكن الرجل الميت الذي تحدث عنه منذ أكثر من 10 أشهر متوعدا بأن القضاء عليه مسألة وقت لا أكثر بات اليوم رئيس الحركة وصاحب السلطة الأعلى فيها ..

تساؤلات كثيرة فرضت نفسها على المشهد السياسي المتوتر بعد إعلان حركة حماس عن اسم رئيس المكتب السياسي، وخليفة إسماعيل هنية الذي اغتيل أثناء زيارته طهران، فرجل الأنفاق والعقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر لم يكن المرشح الأقوى ضمن قائمة المرشحين التي تحدثت عنها معظم وسائل الإعلام لاعتبارات عدة أهمها كيف سيستطيع يحيى السنوار التواصل والتفاوض وهو الذي لم يكن يظهر إلى العلن إلا في الحالات الشديدة، فكيف إذا كان المطلوب الأول لتل أبيب ؟

يقول الخبراء إن تعيين السنوار هو رسالة تحد لإسرائيل، لكنه في الوقت ذاته سيعقد آلية التفاوض، وسيربك مساعي الوسطاء، لأن أي رسالة ستستغرق الكثير من الوقت حتى تجتاز الأنفاق، وتصل إلى مخبأ السنوار، ما سيلقي بظلاله على سير المفاوضات وآلياتها للتوصل إلى هدنة في القطاع ..
في المقابل شككت وسائل إعلام عبرية بقدرة السنوار على إدارة المكتب السياسي للحركة، مثل صحيفة "معاريف" التي رأت أن تعيينه يأتي كمحاولة لاستعراض القوة فقط، خاصة مع وجود 3 أشخاص ربما يستطيعون الوصول إليه؛ ما يعني صعوبة الاتصال والتواصل بباقي القيادات، لذلك فإن الحركة ستوكل مهمة إدارة المنصب عمليًا لشخص يقبع في الخارج بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن التعيين جاء بمثابة رسالة لإسرائيل بأن السنوار حي يُرزق على الرغم من المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لاغتياله..

ووسط هذه التساؤلات والتحليلات التي تم التلميح فيها إلى أن اختيار السنوار صاحب الخبرة الأمنية والمهارة العسكرية البعيدة قليلا عن محافل الدبلوماسية قد يعيد مركز ثقل حماس إلى غزة لكنه قد يحد من أنشطتها في الخارج، في الوقت الذي يبدو فيه أنه بات محتمًا على نتنياهو أن يتفاوض مع "رجل ميت يمشي" ..