هي واحدة من شرايين الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم، تعطلها خلق خدرا في كثير من تفاصيل الحياة اليومية، وما جرى أخيرا يفسر ماذا تعني شركة "كراود سترايك"، التي شلت المطارات والمشافي، وكبّلت التعاملات البنكية، فماذا نعرف عنها؟
هي شركة أميركية لتكنولوجيا الأمن السيبراني مقرها تكساس في الولايات المتحدة، أسست عام 2011 على يد ثلاثة أشخاص بقي منهم رئيسها التنفيذي الحالي جورج كورتز، توفر الحماية التكنولوجية للأشخاص والمؤسسات وكبرى الشركات وحتى للدول، فأمريكا على سبيل المثال، تعتمد على "كراود سترايك" منذ أكثر من عقد من الزمن في عملية تتبع كل جديد بخصوص قراصنة كوريا الشمالية، كما أنها تشتهر بمنصة تحمل اسم "فالكون"، تكمن مهمتها بتوفير معلومات استباقية حول أي خطر أو تهديد تكنولوجي، فضلا عن أسطول من البرامج المخصصة لمكافحة كل أنواع الفيروسات.
يعمل في الشركة نحو 6 آلاف موظف، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 83 مليار دولار، أما إيراداتها للعام الفائت فتجاوزت الملياري دولار. تدخل الشبكة التي يقدر عدد مشتركيها بالآلاف في أنظمة عمل كثير من المؤسسات والشركات على اختلافها في العالم، الأمر الذي شل بكل ما تحمل الكلمة من معنى حركة مطارات عالمية في إسبانيا ورحلات طيران أمريكية، وبنوكا في أستراليا ونيوزيلندا، بينما أعلنت بريطانيا على سبيل المثال وقفا كاملا لعمليات جراحية طارئة تحتاج فيها أجهزة حساسة في مشافيها، حتى إن شركات الموانئ البحرية عانت التأخير والازدحام في عمليات الشحن بسبب هذا العطل.
الخلل الناجم عن تحديث محتوى لأحد برامج الشركة على أنظمة تشغيل Microsoft Windows، لم يكن بفعل فاعل، وإنما بسبب خلل تقني وفق كلام القائمين على الشركة، لكن تكراره وفق خبراء قد يحمل أضرارا أكبر من المتوقع، وحينها لن يطال مطارات ومشافي فقط، بل إنه قد يكشف أسرار دول، ويهدد أمن الناس وبياناتهم الشخصية.