بعد أن سوّيت أحياء بأكملها بالأرض، قنابل نائمة تهدد بجعل غزة مكاناً غير صالح للعيش بعد انتهاء الحرب، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ونقلت عن الخبير الأممي المتخصص بإزالة المتفجرات، تشارلز بيرش، قوله "إن غزة مليئة الآن بالمئات، إن لم يكن الآلاف، من الذخائر التي لم تنفجر بعد، بدءًا من صواريخ حماس بدائية الصنع، وانتهاءً بالقنابل المتطورة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل".

وإن "العمل على جعل غزة مكانًا آمنًا للعيش سيستغرق سنوات عديدة، وملايين الدولارات"

وبعد نزوح حوالي 80% من السكان بسبب الحرب، وفق أرقام وزارة صحة غزة، ستكون إعادة النازحين إلى بيوتهم مهمة ضخمة للغاية في ظل الدمار الهائل والذي شمل البنية التحتية أيضاً، فضلاً عن إمكانية تسرّب بعض الأسلحة التي استخدمت في غزة بما في ذلك الفسفور الأبيض،إلى إمدادات المياه"

وتشبه الصحيفة الوضع في غزة الآن بالوضع في مدينة الموصل العراقية، بعد معركة تحريرها من تنظيم داعش العام 2017، حيثُ تمت إزالة ما يزيد على 1200 ذخيرة من قضاء "تلكيف" وحده، شمال الموصل.

غير أن غزة ربما تمثل مشكلة أكثر تعقيدًا، وفق تقرير الصحيفة، التي نقلت عن الخبير المختص بنزع الألغام، سيمون إيلمونت، الذي عمل في الموصل ومدن أخرى انتُزعت من داعش، قوله إنه كان هناك غالباً منطقة خالية من الألغام، يمكن للمدنيين أن يعيشوا فيها، بينما يعمل خبراء الذخائر في مكان آخر.

"لكن في غزة الوضع مختلف، فالمدينة بأكملها لن تكون صالحة للسكن إلى حد كبير أثناء عمليات التطهير من الذخائر غير المنفجرة والألغام، بسبب المباني الشاهقة المتداعية وأكوام الركام، والأزقة الضيقة، والأنفاق تحت الأرض التي ربّما تخفي معامل صواريخ حماس" بحسب تعبيره.