صعّدت القوات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، مما أدى إلى تهجير الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم في المخيمات والمدن المختلفة. هذه الهجمات تعد الأوسع نطاقاً والأشد عنفاً منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتعد بمثابة "نكبة ثانية" بالنسبة للفلسطينيين.
الجيش الإسرائيلي، بحسب الخبراء، بدأ عملياً في فرض السيادة على الضفة الغربية عبر العمليات العسكرية في المدن الشمالية، بدعم مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن "مستقبل الضفة سيحسم خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
تقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية سلط الضوء على معاناة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن عمليات الإخلاء القسرية للفلسطينيين بدأت، في 9 فبراير، في مخيم نور شمس للاجئين، حيث تم إجلاء العائلات تحت المطر والبرد في مدة قصيرة جدًا. كما تم تدمير العديد من المنازل في مخيم جنين، بما في ذلك 200 منزل خلال انفجارات ضخمة في 2 فبراير.
منذ بدء عملية "الجدار الحديدي" في 21 يناير، تم تهجير 40 ألف فلسطيني من مخيمات: جنين، والفارعة، ونور شمس، كما تستمر الغارات العسكرية. وبحسب تقارير إسرائيلية، تم تخفيف قواعد الاشتباك العسكري للسماح بإطلاق النار على أي شخص يُشتبه فيه دون تحذير مسبق، مما أدى إلى مقتل امرأة حامل وزوجها في 11 فبراير أثناء محاولتهما مغادرة المخيم.
وفي مناطق أخرى، مثل عنبتا، يستمر الفلسطينيون المحليون في تقديم المساعدة للمهجرين من خلال توفير المأوى والملابس والطعام، في مشهد يبرز التضامن في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة.