رغم سقوط نظام الرئيس الهارب بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق، فلا تزال سوريا تعاني حالة عدم استقرار عميقة، وسط خريطة معقدة من التوزيعات العسكرية والسياسية التي تعكس تشظي النفوذ داخل البلاد.
تُظهر خريطة السيطرة الحالية، أن الحكومة السورية الجديدة تهيمن على نحو 56% من أراضي البلاد، بما في ذلك العاصمة والمناطق المركزية.
في المقابل، تسيطر الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على نحو 10% من المناطق الشمالية المحاذية للحدود التركية، بينما تُحكم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قبضتها على 25% من الأراضي، تتركز في شرق الفرات والجنوب.
أما المناطق المحيطة بالسويداء، فتخضع لسيطرة الجماعات المسلحة الدرزية التي تسعى لحماية مصالحها وسط الفوضى.
وعلى صعيد آخر، لم تكن الفوضى الداخلية بمنأى عن التدخلات الخارجية، إذ استغلت إسرائيل الأوضاع المتوترة لتعزيز نفوذها خارج المنطقة العازلة في الجولان وريف دمشق؛ ما يزيد تعقيد المشهد السوري.
ومع سقوط النظام، برزت فلول قوات الأسد في الساحل السوري، حيث نفذت هجمات وكمائن ضد قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة؛ ما يعكس استمرار التحديات الأمنية في تلك المناطق.
في الوقت ذاته، تستمر الاشتباكات بين الفصائل المدعومة من قِبل تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال، بينما يشتعل التوتر جنوبًا بين الجماعات المحلية المسلحة والحكومة.
