أمين عام "الناتو": محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا بوساطة واشنطن ليست سهلة

logo
"أسطول الأشباح" الروسي
فيديو

"أسطول الأشباح" الروسي.. لماذا يُرعب الغرب؟

17 يوليو 2024، 3:28 م

بعد سنتين من انطلاق شرارة الحرب الروسية الأوكرانية، وفي مواجهة سيل العقوبات الغربية على موسكو المرتبطة خصوصا بصادراتها من النفط عبر البحر، تمكنت روسيا من تشكيل أسطول من ناقلات النفط التابعة لجهات غامضة يُعرف باسم "أسطول الأشباح"؛ لتصدير النفط والالتفاف على العقوبات. ولكن لماذا يرعب هذا الأسطول الغرب؟

"أسطول الأشباح" الروسي يثير الرعب والقلق في أوروبا وأمريكا؛ بسبب صعوبة رصده وتتبعه في البحار إذ لا يمكن التعرف على موقعه بدقة أو تتبع خط سيره أو إرجاع ملكيته إلى دولة أو شركة بعينها، وإضافة إلى الأغراض التجارية فإن  "أسطول الأشباح" الروسي تحديدا يعتقد أن له مهامّ عسكرية؛ الأمر الذي يثير المزيد من القلق في أوروبا والغرب.

روسيا بدأت في توسيع هذا الأسطول مع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية عليها بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014، واستثمرت فيه بشكل أكبر بعد الحرب على أوكرانيا 2022، في الوقت الذي الذي تثار تساؤلات عديدة حول هذه السفن الضخمة، مثل كيف يمكن إخفاؤها وسط البحار الواسعة؟

الجواب هو أن السفن القديمة عادة لا تتبع معايير التأمين الأحدث المعروفة في عالم البحار، وهي تستخدم ما يُعرف بـ"نظام التعريف الآلي" (AIS)، وهو نظام تتبُّع مُثبَّت على السفن يعمل على تحديد موقعها من خلال تبادل البيانات إلكترونيًّا مع السفن القريبة الأخرى ومحطات المراقبة والأقمار الصناعية في الوقت الفعلي وبصورة تلقائية دون تدخل من السفينة، ومن خلال تعطيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بنظام التعريف الآلي يمكن للسفينة ببساطة أن تختفي في غياهب البحار.

السفن الروسية الشبحية تمتلك آليات ملكية معقدة؛ إذ تُسجَّل ملكية السفن في البلدان التي لديها لوائح متساهلة، إلى جانب بناء شركات وهمية متعددة ومتنوعة ولديها مرجعيات قضائية متعددة حتى يصعب تتبعها والكشف عن هويتها. ويتضمن ذلك أحيانا وثائق غير دقيقة المعلومات تحملها السفن حول هويتها وأصل حمولتها.

بعد اثني عشر شهرا من الحرب، نما الأسطول ليصل تعداده إلى نحو 600 ناقلة، فيما تشير التقديرات المتحفظة إلى أن روسيا تسيّر 400 ناقلة ضمن الأسطول الشبحي الخاص بها في الوقت الراهن.

الحرب الروسية الأوكرانية أيضا أدت إلى ظهور فئة جديدة من السفن سُمّيت بـ"الأسطول الرمادي"، وهي ليست سفنًا شبحية تماما لكن من الصعب التأكد من ملكيتها وامتثالها للعقوبات، وعادة ما تقوم هذه السفن بتبديل أعلامها التي تشير إلى بلد تسجيل السفينة باستمرار، وتستخدم غطاء من تلك الشركات "الفقاعية" لفعل ذلك. ويُقدَّر أن هناك نحو 1000 سفينة رمادية حول العالم.

ما يُقلق الغرب حاليًّا أنه يمكن استخدام تلك السفن جزءا من الحرب الهجينة التي تخوضها روسيا ضد الغرب حاليًّا، وتُعرف الحرب الهجينة بأنها إستراتيجية تمزج بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC