المصائب لا تأتي فُرادى يا بايدن، فحتى كورونا قررت أن تزوك لتعزلك عن جمهورك، ومن ثم تأطر ظهورك الذي تملؤه عثرات اللغة وهواجس التعلثم، فمنذ ظهوره الأخير في المناظرة أمام ترمب ودائرة المؤيدين تضيق أكثر، وتنحسر معها فرص الثمانيني للظفر بولاية رئاسية ثانية.

استسلم الرئيس، هكذا استفاض موقع أكسيوس الأمريكي شرحا حول الضغوط المتزايدة واستطلاعات الرأي السيئة التي ظهرت ضد بايدن، والتي من شأنها أن تعلن استسلامه خلال أيام وفق ما جاء في التقرير، وإن كانت الاستطلاعات ليست سبباً رئيساً لاتخاذ موقف، فإن كبار قادة الحزب الديمقراطي بات مطلبهم تنحي بايدن، وفي أول القائمة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي تعاظمت مخاوفها من أن عناده في الاستمرار قد يتسبب بخسارة تمحي فرص الديمقراطيين باستعادة مجلس النواب.

قد ينسحب بايدن ويصب تأييده كاملا لمنافسة ترامب كامالا هاريس في حال أصبحت الأخيرة مرشحة الديمقراطيين بديلا لبايدن، يجري هذا في الوقت الذي تتعالى الأصوات التي تحاول إقناع بايدن بحفظ ماء الوجه والانسحاب، وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت ما قيل إنها محاولات إقناع أخيرة لبايدن، جاءت عن طريق كل من زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، حيث جلسا مع الرئيس الحالي في محاولة جادة لشرح مخاطر استمراره وما قد يترتب على هذا من فاتورة سيدفعها الديمقراطيون بالكونغرس في نوفمبر القادم.

انخفاض حملة التبرعات بشكل كبير، هي أيضا سبب آخر قد يُجبر بايدن على وداع المنافسة، حيث لم تجمع حملته حتى الآن أكثر من 25 بالمئة من أموال المانحين، ما يعطي صورة واضحة على برود من كان يرى ببايدن رئيسا، لاسيما مع تهاطل أموال المتبرعين والمانحين لترمب، وأولهم الملياردير الأمريكي ماسك وغيره الكثير، فمن الآن حتى عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الذي سيخوض الانتخابات في أواخر آب المقبل، مباراة عمرها أسابيع بين أطراف تحاول إقناعه بالتنحي، وبين عناد بايدن الذي قال نائب مدير حملته كوينتن فوكس مؤخرا : اطمئنوا .. بايدن لن يتراجع عن شيء.