بعد مقتل 6 رهائن في غزة وانتشال جثثهم، تفجّر غضب الداخل الإسرائيلي بانطلاق مظاهرات عامة ضخمة، تحوّلت إلى إضراب على مستوى البلاد، انضم إليه مطار "بن غوريون" الدولي، معلنًا إيقاف رحلات المغادرة والوصول لمدة ساعتين اعتبارًا من الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، خصوصًا بعد أن كان من المتوقع إطلاق سراح ثلاث من الضحايا، بمن فيهم الإسرائيلي الأمريكي "هيرش غولدبرغ بولين"، في وقف إطلاق نار كان مرتقبًا. بحسب "سي إن إن".

الإضراب الذي دعت إليه أكبر نقابة عمالية في إسرائيل يهدد بإغلاق "الاقتصاد الإسرائيلي برمته" لزيادة الضغط على الحكومة ودفعها للتوصل إلى اتفاق بشأن تأمين عودة الرهائن ووقف إطلاق النار، وتأمين صفقة من شأنها أن تضمن عودة أكثر من 100 رهينة، تم احتجازهم خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي، بمن فيهم 35 يُعتقد أنهم ماتوا.

ومن المتوقع أن يؤثر الإضراب على الخدمات العامة والمدارس إلى جانب الرحلات الجوية، بحسب قائمة تحدد من انضم إلى العمل، وتصريحات بعض البلديات الإسرائيلية بنيتها الانضمام إلى الإضراب، بما في ذلك تل أبيب وحيفا.

وتشمل القائمة أيضًا وزارات حكومية تؤثر على مجموعة واسعة من الخدمات العامة، بما في ذلك أجزاء من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الداخلية، إضافة إلى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية أيضًا، ليقتصر عملها على أساس الطوارئ، وفقًا للبيان.

ورغم إعلان "اتحاد المعلمين" النأي بنفسه عن الإضراب، إلا أن موظفي الدعم في المدارس سينضمون، كما ستنضم أكبر جامعات إسرائيل، بما في ذلك الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب؛ ما قد يؤثر على المؤسسات التعليمية.

تداعياتٌ حاول وزير المالية اليميني المتطرف الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تداركها قبل بدء الإضراب، بطلب أوامر قضائية عاجلة من النائب العام في البلاد، لمنع الإجراء المخطط له، بحجة أنه "من شأنه أن يضر بالاقتصاد في زمن الحرب، ويشكل سابقة خطيرة".

لكن يبدو أن الأمور خرجت عن السيطرة، واشتعال الداخل الإسرائيلي وضع نتنياهو بين مطرقة الداخل و"سندان" الحكومة، التي أظهرت انقسامات علنية و"عميقة" خلال قمة الحكومة الإسرائيلية حول مسار الحرب.

فبينما طالب المتظاهرون رئيس وزرائهم بالاستقالة، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الحكومة الإسرائيلية بسبب "إعطائها الأولوية للسيطرة على "ممر فيلادلفيا" وهي منطقة حدودية رئيسة، على صفقة لتحرير الرهائن"، واصفًا إياه بأنه "عار أخلاقي".

وأمام تصاعد التوتر في الداخل الإسرائيلي، أكد المسؤولون الأمريكيون على الحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" أثناء اجتماعه بعائلات الأمريكيين المحتجزين كرهائن إن "الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة" في الدفع لتحرير أولئك الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.