انحراف بسيط بمسار سيارة أدى إلى وقوع حادثة اغتيال..

كانت الشرارة التي أطلقت أزمة دولية، وتحوّلت لحرب عالمية أدت إلى مقتل 20 مليون شخص، وانهارت إمبراطوريات وأنشئت دول جديدة، ورسمت خريطة العالم على ما هو عليه اليوم.. وكل ذلك صار بسبب تغيير مسار سيارة قبل 110 سنوات!! فما تفاصيل القصة؟

في يونيو عام 1914 أسفر انعطاف خاطئ لسائق سيارة ولي عهد إمبراطورية هابسبورغ أثناء جولته بمدينة سراييفو إلى اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته، من قبل رجل صربي وقف أمام السيارة، وأطلق النار.

بعد اغتيال الأرشيدوق، استنفرت إمبراطورية هابسبورغ، وأعلنت الحرب على صربيا، وسرعان ما انضمت دول أخرى للحرب.

تشكّل معسكران؛ الأول معسكر الحلفاء بقيادة روسيا، وبريطانيا، وفرنسا.. والثاني معسكر المركز بقيادة ألمانيا وإمبراطورية هابسبورغ 

واللافت انضمام الدولة العثمانية لمعسكر المركز، وهذا أثر بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط فيما بعد.

الدولة العثمانية انضمت إلى الحرب بعد ما سمحت لسفينتين حربيتين ألمانيتين بدخول مياهها الإقليمية؛ ما أغضب بريطانيا وفرنسا، وأخذتا تضغطان على الدولة العثمانية. وعلى عجل أعلنت الدولة العثمانية الجهاد ضد أعدائها بالتعاون مع ألمانيا، لكن حملة "الجهاد الإسلامي" لم تنجح.

ومن ناحية ثانية، الشريف حسين قاد الثورة العربية ضد العثمانيين بدعم بريطاني، والتي أدت إلى تحرير مناطق واسعة من السيطرة العثمانية. ومن هنا بدأ الأمر..

في عام 1916 أبرمت بريطانيا وفرنسا اتفاق سايكس بيكو لتقسيم الولايات العثمانية بعد الحرب..

عام 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور، وتعهدت فيه بإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين.

بعد نهاية الحرب في عام 1918 انتصر الحلفاء، وبدؤوا تقسيم الإمبراطورية العثمانية، وتم وضع أغلب الولايات العثمانية تحت الانتدابين الفرنسي والبريطاني.

أُنشِئت دول جديدة مثل: العراق، وسوريا، ولبنان، والأردن..

أما فلسطين، فقد سمحت بريطانيا بهجرة اليهود إليها؛ ما  أدى إلى صراع طويل الأمد مع العرب، وفيما بعد تم إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين..