ترامب: لن نتسامح مع عرقلة الحوثيين للملاحة
جرمانا.. مدينة اعتادت أن تكون خارج الحسابات العسكرية في سوريا، لكنها اليوم في قلب العاصفة.. فوضى أمنية، اشتباكات، وسقوط قتلى وجرحى.. وما زاد الطين بلة؟ إسرائيل تُعلن الاستنفار، لكن.. لماذا كل هذا الاهتمام الإسرائيلي؟ ما السر الذي تخفيه هذه الضاحية الدمشقية؟
الشرارة انطلقت من حادثة تبدو بسيطة.. حاجز أمني، توتر متصاعد، ثم رصاصة مجهولة المصدر.. لحظات كانت كافية لتحويل شوارع جرمانا إلى ساحة مواجهة بين قوات الأمن السوري ومسلحين، والنتيجة؟ قتيل وتسعة جرحى.
لم تمضِ ساعات حتى تصاعدت الأحداث، وهاجم مسلحون مقر الشرطة في المدينة! اشتباكات متفرقة، انتشار أمني كثيف، ومع تصاعد التوتر، ظهر اسم "جرمانا" على رادارات تل أبيب بشكل غير مسبوق، لكن لماذا اهتزت إسرائيل عند سماع اسم جرمانا؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إسرائيل كاتس أصدرا توجيهات عاجلة للجيش بالتأهب، مبررين ذلك بـ"حماية دروز جرمانا"! لكن هل هذا هو السبب الحقيقي؟
جرمانا، التي يسكنها خليط من الدروز والمسيحيين واللاجئين من مناطق الحرب السورية، تحولت فجأة إلى ساحة صراع دولي! فهل تسعى تل أبيب لاستغلال الفوضى الأمنية لخلق ذريعة جديدة للتدخل في سوريا؟
بعد ساعات من التوتر، أصدر مشايخ جرمانا بيانا حاسما: "رفع الغطاء عن الخارجين عن القانون"، متعهدين بتسليم أي شخص يثبت تورطه في أعمال العنف، وبالفعل، عاد الهدوء تدريجيا بعد انسحاب المسلحين، في استجابة لدعوات وجهاء المدينة للتهدئة.
مشاهد انتشار الجيش السوري في شوارع جرمانا ونصبِ الأمن السوري الحواجز على جميع مداخل المدينة بدت وكأنها إعلان عن استعادة السيطرة على المدينة لكن خلف هذا المشهد.. أسئلة كثيرة تبقى بلا إجابة، لماذا سارعت إسرائيل إلى استغلال الأزمة رغم أنها لم تكن طرفا فيها؟ وهل أصبحت جرمانا محطة جديدة في لعبة النفوذ الدولية داخل سوريا؟.
