من حلب إلى إدلب.. كيف سيؤثر سقوط المطارات على معارك الشمال في سوريا؟

من مطار منغ، إلى مطار كويرس فمطار أبو الضهور ومطار حلب الدولي.. 5 مطارات بينها 4 عسكرية تقع تحت قبضة فصائل المعارضة السورية المسلحة فما أهميتها؟ وكيف ستشكل تحولاً استراتيجياً في موازين القوى في الشمال السوري المشتعل والبداية مع مطار منغ الذي وقع تحت قبضة تحالف "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا ..

سيطر التحالف على المطار العسكري بعد أقل من يوم واحد من إعلان دخوله الصراع، ووفقاً لبيانه فإن عملياته تستهدف مواقع قوات الجيش الروسي ووحدات حماية الشعب الكردية، حيث يقع المطار قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وهو مطار عسكري مخصص للمروحيات ويضم مدرجين يبلغ طول كل منها 1.2 كيلومتر، كما يذكر أن فصائل المعارضة المسلحة سيطرت عليه سابقاً ثم خسرته في عام 2016 لصالح قوات الجيش السوري.

الإعلان عن السيطرة على مطار منغ جاء بعد ساعات قليلة من إعلان سيطرتها على مطار كويرس العسكري الذي يقع إلى الشمال الشرقي من بلدة كوريس بريف حلب الشمالي، ويحظى هذا المطار بأهمية كبيرة لاحتوائه على مدرج رئيس وعشر حظائر للطائرات، كما أنّ الفصائل أشارت بعد السيطرة عليه إلى استيلائها على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة ..

من بين المطارات التي باتت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، مطار حلب الدولي، وهو أول مطار مدني خضع لسيطرتها منذ بدء النزاع في سوريا في عام 2011، وهو المطار الذي يعد ثاني أكبر المطارات السورية بعد مطار دمشق الدولي، إذ تمتد مساحة أرضه لأكثر من 3 كيلومترات مربعة، إضافة إلى إعلان السيطرة على مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب بالقرب من مطار حلب الدولي..

وبالانتقال إلى ريف إدلب، أعلنت الفصائل المسلحة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام السيطرة على مطار "أبو الظهور" العسكري الذي يقع في المرتبة الثاني بعد مطار تفتناز كأكبر قاعدة جوية في شمال سوريا..

السيطرة على المطارات بهذه الوتيرة المتسارعة تعكس بحسب خبراء، تحولاً استراتيجياً في موازين القوى شمال سوريا، وتنذر بمزيد من التصعيد؛ لأن المطارات، عسكرية كانت أم مدنية، تشكل نقاط إمداد رئيسية ومرتكزات استراتيجية للطرف المُسيطر عليها في النزاع، ومع استمرار العمليات العسكرية، يبقى السؤال مفتوحاً حول قدرة الجيش السوري على إعادة السيطرة على هذه المطارات، أو مدى قدرة المعارضة على استخدامها لتعزيز موقفها وموقعها في المعارك التي ستشهدها الأيام القادمة ..