مجلة اتلانتيك تنشر خطة هجوم أمريكي تم تشاركها عن طريق الخطأ عبر دردشة هاتفية
بينما تُعاني سوريا من أزمات اقتصادية خانقة، يعود رجال الأعمال السوريون، الذين ارتبطت أسماؤهم بالفساد والدماء في عهد الأسد، إلى الواجهة. لكن هذه المرة ليس كمتهمين أو فارّين، بل كركائز يُعوَّل عليها لتحريك عجلة الاقتصاد في مشهد جديد، عنوانه "التسويات".
محمد حمشو، الذي لُقب بـ"حوت الاقتصاد" خلال حكم الأسد، عاد إلى دمشق بعد وساطات. خلف الكواليس، يُنسّق خلدون الزعبي، أحد أبرز أذرع سامر فوز، هذه العودة من فندق "فورسيزون"، حيث تُرسم معالم النفوذ الاقتصادي الجديد.
حمشو ليس الوحيد.. "القاطرجي"، المتهم سابقا بدعم ميليشيات مسلحة، بات قريبا من استعادة موقعه في المشهد الاقتصادي، رغم الجدل الذي يحيط بعودته. أما محمد السواح، المعروف بـ"مهندس التسويات"، فقد عاد ليجد نفسه وسط موجة غضب شعبي، إذ يُنظر إليه كرمز لنهب التجار وإفقارهم في عهد الأسد.
هذا التحول في المشهد السوري يعكس رؤية الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، الذي لطالما صرّح بأن سوريا لا تُبنى على الثأر والانتقام"، بل على المصالحة والتكاتف، ودعا مرارا وتكرارا إلى عقلية "الدولة لا الثورة"، مشدداً على أن مرحلة إعادة الإعمار تتطلب استقطاب كل من يمتلك الموارد والخبرات لبناء سوريا.
تبدو هذه التسويات وفقاً لمراقبين خياراً لا مفر منه في ظل الحاجة الماسة لإعادة ضخ الاستثمارات وتحريك عجلة الاقتصاد، فرجال الأعمال الذين استفادوا لعقود من خيرات سوريا، أصبحوا اليوم جزءا من معادلة اقتصادية لا يمكن تجاهلها، رغم الجدل الشعبي الذي يرافق عودتهم.