رئيس مجلس النواب الأردني: العبث بأمن الوطن خيانة
بغطاء جوي روسي يدعم القصف المكثف للطيران الحربي السوري، ومعارك لا تعترف إلا بالكر والفر بين الجيش السوري ومعاقل التنظيمات المسلحة لهيئة تحرير الشام على الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة حماة، تستمر المواجهات العنيفة بين الطرفين، حيث تتمركز بشكل أساسي في بلدة قمحانة شمال حماة، التي تعدُّ حائط الصد الأخير للجيش السوري حول حماة المدينة، التي تسعى الفصائل المسلحة للدخول إليها.
في حرب الكماشة كما توضحها الخريطة الميدانية، تحاول الفصائل تطويق حماة من ثلاثة محاور، من الجهة الشرقية أولًا وغربًا بالسيطرة على بعض القرى، بينما ينطلق المحور الثالث باتجاه القرى والبلدات الواقعة في ريف المدينة الشمالي، حيث يقف جبل زين العابدين الإستراتيجي عائقًا أمام تقدم هذه الفصائل، بعدما أعطاه الجيش السوري أهمية عسكرية، خاصة لما يحمله من قيمة ميدانية قد تسهل على الفصائل دخول المدينة بمجرد السيطرة عليه، فيما تحاول الفصائل وفق إعلامها تهديد الحدود الإدارية لمحافظة حمص، من المحور الشرقي الذي فتحته انطلاقًا من خناصر في ريف حلب الجنوبي.
وفي تطور ميداني لافت، أطلق أسطول البحرية الروسية المتمركز في محافظة طرطوس الساحلية صواريخ باتجاه مناطق المواجهات في حماة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مستهدفًا خطوط الإمداد في القرى التي يستخدمها المسلحون لإيصال تعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهة الأولى في ريف حماة الشمالي.
وعلى حين يواصل الإعلام الحكومي نفيه لدخول الفصائل المسلحة أحياء المدينة في حماة، أكدت وزارة الدفاع السورية بأن الجيش السوري يعمل على تعزيز خطوط القوات المدافعة عن هذه الأحياء، مشيرًا إلى استهدافات بقذائف الهاون ينفذها مسلحون على حماة المدينة.
يتغير شكل المعارك بحماة في كل لحظة، وسط حرب إعلامية يشنها الطرفان، لا سيما الفصائل المسلحة التي تبدي تنيظمًا كبيرًا على مستوى خطابها الإعلامي الممنهج الذي يخلط الأوراق الميدانية، في واحدة من أشرس المعارك التي تُخاض في تاريخ الحرب السورية منذ ما يقارب الـ15 عامًا، إذ خلفت حتى الآن أكثر من 100 ألف نازح في المناطق التي تشهد المعارك.