وُصفت بـ"بارود" الحرب في السودان بعد أن ساهمت مع الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، ومع أن الجيش السوداني نفى على لسان البرهان علاقته بها، إلا أن الدعم السريع أكد أن التعاون بينها وبين الجيش السوداني قائم، فما هي كتائب الظل في السودان وما دورها؟

يقول متابعون إن كتائب الظل هي مجموعات غُرست في الأجهزة الأمنية السودانية منذ السبعينيات، لها أفرع عديدة أهمها "كتائب الأمن الشعبي"، نشأت فكرتها بعد دخول نظام الجبهة الإسلامية القومية في السلطة، واقتصرت مهامها في البداية على جمع المعلومات وتصنيفها، لكن الجبهة الإسلامية استخدمتها لاحقا في عمليات التجنيد والتعذيب.

أصوات داخل السودان ذهبت إلى اتهام كتائب الظل بتدبير الحرب لمنع تسليم السلطة لحكومة مدنية وتأمين عودة النظام السابق إلى السلطة. قاد نائب الرئيس السوداني السابق علي عثمان محمد طه هذه المجموعات، مطلقا عليها اسم كتائب الظل ومهددا الثوار والمحتجين على حكم البشير، كما أنه لم يتردد في الكشف علنا عن أن هذه الكتائب جاهزة لاستخدام العنف إن لزم الأمر، ومستعدة للدفاع عن نظام البشير بأرواحها آنذاك.

كتائب الظل هي صورة جديدة من تشكيل مسلح ومدني، أدواته لم تكن السلاح فقط، وقد ارتأت الدفاع عن النظام السياسي السابق من خلال حمايته من الاعتصامات والإضرابات والتصدي لأي خروج عليه، وفق مراقبين.

أما الآن، فقد أعادت الحركة الإسلامية تشكيل هذه الكتائب وتسليحها وفق ما قد يُطلب منها خلال الفترة المقبلة، على أن يقتصر عملها فقط على الأمور العسكرية، ما يثير دعوات متصاعدة لتفكيكها من أجل بناء مرحلة جديدة يأمل السودانيون أن تخرج بلادهم من أزمتها.