العالم يشتعل.. بدأ البشر في دفع الضريبة باكرًا بعد عقود من العبث بالمناخ.. مستويات تلوث وصناعات ألقت بظلال دخانها على كوكبنا كانت كفيلة بأن تحوله إلى بيت زجاجي يختزن حرارة بدأت تذيب الجليد في قطبيه، وتهدد مدنًا ساحلية بالغرق.

صيف تلو الآخر تواصل درجات الحرارة تسجيل مستويات قياسية، تسببت بموجات لاهبة في كل بقاع العالم؛ ما أدى إلى وقوع وفيات وأضرار مادية كبيرة في بضع دول.

مناطق غير معتادة على الطقس الحار، باتت اليوم في مرمى أشعة الشمس الحارة، ولكن إلى متى سيستمر هذا.. وماذا سنواجه في قادم الأيام؟
وهنا يأتي استطلاع علمي لصحيفة الغارديان، كشف أن مئات من كبار علماء المناخ في العالم يتوقعون ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 2.5 درجة مئوية على الأقل فوق مستويات ما قبل الصناعة هذا القرن، وهو ما يتجاوز الأهداف المتفق عليها دوليًّا، ويسبب عواقب كارثية على البشرية والكوكب.

ولكن ما الذي يعنيه هذا الرقم؟

العالمة غريتا بيكل من جامعة تسمانيا، تعطي تصورًا قاتمًا بشأن تأثير هذا الارتفاع على المناخ.. إذ نتجه نحو اضطراب مجتمعي كبير خلال السنوات الخمس المقبلة... وسوف تطغى على السلطات أحداث متطرفة واحدة تلو الأخرى، وسوف يتعطل إنتاج الغذاء.

ولكن ناسا قالت في دراسة لها إن ارتفاع درجتين مئويتين يعني، اتحاد درجات الحرارة المرتفعة والجفاف بشكل خطير في أماكن مثل الأمازون، ما يزيد خطر اندلاع حرائق الغابات. وفي الغرب الأمريكي، من المرجح أن يكون الطقس الحار الشديد أكثر شدة، ويستمر لفترة أطول.

معظم مناطق العالم ستشهد إجهادًا حراريًّا أعلى، في حين ستعاني البلدان الأقرب إلى خط الاستواء عددًا أكبر من الأيام التي تعتبر شديدة الحرارة إلى حد قد يستحيل معه العيش.

حرائق الغابات ستتسع رقعتها في كل بقاع الأرض، وكذلك الجفاف، وتوالي الفيضانات لا سيما في الدول الأوروبية.. ناهيك عن ارتفاع في مستويات مياه البحار والمحيطات بسبب ذوبان جليد القطبين؛ ما يهدد مدنًا ساحلية وجزرًا عدة بالغرق.

حرائق غابات وموجات حر لاهبة وجفاف وفيضانات.. قد نكون بالفعل نرى اليوم جزءًا من القادم المتوقع، ولكننا سنمر بحسب العلماء تدريجيًّا بفصول صيف لاهبة حتى الوصول إلى الكارثة الكاملة... إذا لم يتخذ العالم قرارًا يكبح جماح ارتفاع درجة حرارة الكوكب.