الصين تجري مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، فعل يتكرر منذ سنوات وبوتيرة تختلف من حين لآخر، لكن التصعيد الأخير كان الأكثر خطورة منذ مطلع العام .

66 طائرة عسكرية صينية كانت قد رصدتها وزارة الدفاع التايوانية حول الجزيرة في ال24 ساعة الماضية، 56 منها اجتازت الخط الوسطي البالغ عرضه 180 كيلومترا والذي يفصل مضيق تايوان إلى شطرين بين الجزيرة والصين القارية، بينما شوهدت سبعة سفن تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في نقاط قريبة من سواحل الجزيرة، فيما وُصف بالتصعيد غير المسبوق منذ مطلع العام، فماذا تريد الصين من هذه المناورات المتكررة وهل حقا يمكنها شن هجوم برمائي على الجزيرة التي تعتبرها جزءا من الصين ؟

في استطلاع أخير شمل عددا من الخبراء الأميركيين والتايوانيين، أظهرت النتائج أن الصين تفتقر إلى القدرات اللازمة لتنفيذ غزو برمائي على تايوان، لكنها قد تكون قادرة على حصارها تجاريا، حيث أنه ووفقا لموقع أكسيوس، شمل الاستطلاع 52 خبيرا أميركيا و35 خبيرا تايوانيا، وأكد ذات الفكرة، لاسيما مع تكرار الهجمات في العامين الأخيرين، تزامنا مع تنصيب لاي تشينغ تي رئيسا، وهو الذي وعد بحماية الجزيرة من تهديدات ومضايقات بكين التي ترى فيه قائدا انفصاليا خطيرا.

الصين التي ترنو لضم تايوان في جعبتها الكثير لتقوله عن أهمية جغرافيا الجزيرة، حيث تأطر تايوان حرية بكين في الوصول إلى المحيط الهادي، كما أن تايوان تحميها معاهدة دفاع مشترك مع الأميركيين وفيها قواعد جوية لهم، الأمر الذي ترى فيه الصين ضربا لعصفورين بحجر واحد إذا ما أرادت زعزعة الأمن هناك، وسيمثل ضمها بعيدا عن توسيع النفوذ، ردعا لتدخلات واشنطن في المياة الإقليمية هناك، فماذا بعد في مناورات تزداد مع الوقت، بل إنها قد تبدأ بالحصار الاقتصادي وتمتد لما هو أبعد من هذا ؟