بعد إعلان مقتله.. ما لا تعرفه عن حياة "نصر الله" (فيديو إرم)

بعد إعلان مقتله بالهجوم العنيف الذي شنته إسرائيل على الجنوب اللبناني تصدّر اسم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المشهد ..فماذا نعرف عن هذه الشخصية الغامضة التي تعيش في الخفاء منذ زمن طويل؟

لطالما كان نصر الله إحدى أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في العالم العربي، فقد استطاع التحكم بالمشهد السياسي في لبنان خلال  السنوات الأخيرة، وأصبح خصومه في الداخل لا يقلون عن خصومه في الخارج ..
منذ حرب 2006 التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل قلّت ظهوراته العامة إلى حد بعيد، ولكنه في إحدى المرات فاجأ جمهوره في مسيرة عاشوراء عام 2011، وظهر بينهم لبضع دقائق قبل أن يخاطبهم من خلف شاشة عملاقة مؤكداً أن "المقاومة مستمرة، وتزداد قوة يوماً بعد يوم".

روى مسؤولون وصحافيون التقوا به خلال السنوات الأخيرة أنهم لم يعرفوا المكان الذي اقتادهم إليه عناصر أمن من الحزب وسط تدابير مشدّدة، وفي سيارات أسدلت على نوافذها ستائر سميكة.

ورغم التزامه بإجراءات أمنية صارمة إلا أن نصرالله يرفض وصف نفسه بالشخص المعزول.. ففي مقابلة نادرة مع صحيفة الأخبار اللبنانية عام 2014، قال إن الحركة الأمنية تهدف فقط للسرية، لكنها لا تمنعه من التواصل والتحرك بشكل فعال، وعلى مدى السنوات التقطت له صور مع قادة مما يسمى محور المقاومة الذين يزورون لبنان، بينما يواصل مخاطبة جماهيره عبر الشاشة، حيث يحظى بتأييد واسع من أنصاره الذين يهتفون له، ويعبرون عن ولائهم.

يُعرف عن نصرالله ذكاؤه الحاد ومعرفته الواسعة في الشؤون الدينية والسياسية، إضافة إلى كونه خطيباً بارعاً قادراً على الحديث لوقت طويل دون تلعثم بينما يصفه خصومه بأنه يتحدث بلغة التحدي ويستخدم خطاباً ترهيبياً تجاه معارضيه في الداخل اللبناني، فإن مناصريه يرون فيه رمزاً لا يُمس، حيث يحظى بشعبية كبيرة بين الشيعة، ويصعب على أي شخصية معارضة له أن تعبّر عن رفضها في معاقل حزب الله.
لكن خلال السنوات الأخيرة، ومع توسع نفوذ حزب الله ودوره العسكري في سوريا والعراق واليمن، بدأت شعبيته تتراجع في بعض الأوساط اللبنانية والعربية؛ فالكثيرون يتهمونه بأنه يتحكم بالقرار السياسي في لبنان، ويستخدم قوته العسكرية لتحقيق أجندات إيرانية، وهو ما أثار موجة انتقادات داخلية وخارجية.

أما عن بداية حياة نصر الله فقد ولد في 31 أغسطس 1960 في حي شعبي ببرج حمود، وهو واحد من تسعة أبناء لأسرة متواضعة نزحت من جنوب لبنان ..دخل عالم السياسة في شبابه المبكر حيث تلقى العلوم الدينية في حوزات النجف بالعراق عام 1978.

انضم إلى حركة "أمل" قبل أن ينفصل عنها مع مجموعة من زملائه لتأسيس حزب الله في عام 1982، تدرج في المناصب القيادية حتى أصبح أميناً عاماً بعد اغتيال عباس الموسوي عام 1992.

تحت قيادة نصرالله تطور حزب الله ليصبح قوة عسكرية كبيرة، ويمتلك أسلحة متطورة يدعي أنها قادرة على توجيه ضربات موجعة لإسرائيل، ويقول نصرالله إن حزبه يضمّ 100 ألف مقاتل. يُنظر إلى حزب الله على أنه القوة الأساسية التي دفعت إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000.

لكن الأمور تغيرت بعد انخراط الحزب  في الحرب السورية والقتال في العراق واليمن؛ ما أثار غضب العديد من الشعوب العربية، وحتى داخل لبنان، فقد تعرض نصرالله لانتقادات واسعة بعد اتهامات لحزبه بعرقلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020.

غداة اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر ، أعلن نصر الله جبهة إسناد لغزة، وحليفته حماس، وتصاعدت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل إلى أن نقلت تركيز عملياتها إلى الجبهة الشمالية، و أقرّ نصر الله في آخر خطاب له بتلقي حزبه ضربة كبيرة بعد تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال التابعة للحزب فيما اغتالت أبرز قادته العسكريين في الضاحية في عمليات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع بين إسرائيل و حزب الله.