عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
هل دبرت واشنطن أحداث بنغلاديش؟
فيديو

هل دبرت واشنطن أحداث بنغلاديش؟ وما قصة سانت مارتن؟

14 أغسطس 2024، 8:01 م

"إضافة إلى الاكتفاء الذاتي، نحن الآن رابع أكبر منتج للأرز والمانغو ومصائد السمك الداخلية، وخامس أكبر منتج للخضروات عالمياً"..

قبل 4 سنوات وفي عام 2020 تحديدا، هكذا كانت بنغلاديش تبعا لما جاء على لسان رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة المستقيلة، فأهلاً بكم في أرض تغلبت على الهند من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، الذي بلغ 1888 دولارا أمريكيا آنذاك، وفق تقرير صندوق النقد الدولي..

هنا بنغلاديش إلى الجنوب الشرقي من آسيا، تحدها الهند من 3 جهات هي الغرب والشمال والشرق، ولها حدود في أقصى الجنوب الشرقي مع ميانمار، ويحدها من الجنوب خليج البنغال، مع أكثر من 170 مليون مواطن، وهي موطن لتعدد الموارد على اختلافها، في بلاد انخفضت نسبة البطالة فيها في السنوات الأخيرة لتصل إلى نحو 5%، لكن هذا الحال تغير وربما خلافات تحت الطاولة بين بنغلاديش وأمريكا، حولت الازدهار لبقعة دمار واحتجاجات وفوضى.

"أمريكا تقف وراء الإطاحة بحسينة، فلا يمكن لمن رفض كلام واشنطن أن يبقى في السلطة"، عنوان عريض أشعلته رسالة منسوبة إلى رئيسة وزراء بنغلاديش وخلق توترا بين دكا وواشنطن، بعد أن تناقلها مؤيدو حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه، وجاء فيها أن الإطاحة بها بعد 15 عامًا في السلطة كانت نتيجة ضغوط من الولايات المتحدة تتعلق بتسليم جزيرة سانت مارتن في بنغلاديش.

وإن كانت قضية سانت مارتن في الواجهة، فإن عداء الأمريكيين تجاه حسينة نما منذ 2021 عندما رفضت حكومتها الانضمام إلى الرباعية، وهو تحالف الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند الذي يهدف إلى مواجهة نفوذ الصين في المنطقة، فأخذت تدس السم في العسل.

يقول الموقع الإلكتروني الهندي "أوبينديا"في تقريره إن دعما خفيا للحزب الوطني المعارض في بنغلاديش، كان قد نظمه السفير الأمريكي لدى بنغلاديش بيتر هاس، والذي كان يفضل هذا الحزب على غيره، فضلا عن تلقي منظمة brac في دكا لمليون ونصف المليون دولار أمريكي كدعم من واشنطن وتحديدا من الوكالة الأمريكية للتنمية البشرية USAID التي تعمل تحت إمرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية..

أما عن brac في بنغلاديش، فهي منظمة دولية تأسست عام 1972 في البلاد، وتعاونت مع أمريكا في مشروع بنغلاديش أمريكا مايتري، الذي يهدف منذ سنوات إلى تعزيز  قدرة  المنظمات غير الحكومية المحلية في بنغلاديش للوقوف بوجه السلطة مع الوقت.

في أبريل/نيسان الماضي وقبل الحراك في بنغلاديش، أبلغت حسينة البرلمان بالخطة المزعومة للولايات المتحدة لإزاحتها من السلطة، وأكدت بأن تنازلها عن سانت مارتن سيجعلها تبقى في السلطة، لكنها لن تفعل مثل الحزب المعارض الذي تعهد بتمرير الغاز وبيعه لأمريكا عام 2001 من أجل السلطة..

كما أن تقارير عدة أشارت إلى أن الاحتجاجات الطلابية أصبحت الوقود لوكالة المخابرات الأمريكية لمحاولة الانقلاب في أي دولة وهذا ما تترجمه احتجاجات تايلاند وميانمار وسيريلانكا سابقا، على غرار ما جرى في بنغلاديش، وفق المنصة الهندية الإلكترونية "جايبور".

لا يتعلق الأمر بتوسيع النفوذ الأمريكي في بنغلاديش فقط ولا حتى بجنة من جنان الكوكب سانت مارتن، بل إن وضع حد للنفوذ الصيني تجاريا وخلق بلبلة في دول الجوار الصينية أيضا يعتبر هدفا أمريكا، فإن إقالة حسينة تعرض للخطر أحد ممرات النقل الرئيسية في مبادرة الحزام والطريق الصينية وهو ممر بنغلاديش والصين والهند وميانمار، حيث تعد هذه المبادرة الأكثر أهمية في السياسة الخارجية والاقتصاد الصيني..

لذا فإن أي هجوم عليها هو هجوم على الصين، فضلا عن الهدف الأمريكي المتمثل في إنشاء مشروع (كوكيلاند) وهي دولة مصطنعة، تشمل أجزاء من ميانمار وبنغلاديش، من أجل قطع وصول الهند والصين إلى جنوب شرق آسيا، وفق ما أشار محللون ونشطاء كثر.

إن صحّ تصريح حسينة الأخير حول انخراط أمريكا بعزلها أو لم يفعل، فإن خيوطا قد بدأت بالتكشف حول أهداف أمريكية وراء الإطاحة بها، وإشعال الشرق الآسيوي بما أسماه البعض ربيعا يشبه ما طال المشرق العربي في العقد الأخير، والأهم تقليص نفوذ الصين وخلق انعدام للأمان في دول جوارها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC