القيادة المركزية الأمريكية تقول إن عملياتها ضد الحوثي ستطال جميع أنحاء اليمن
لطالما كانت هذه الفكرة محضّرة للظهور مع كل تقاعس يُتهم به حلف شمال الأطلسي تجاه مهامه في الدفاع عن الدول الأوروبية.
الحديث هنا عن خطة "بليفين"، الخطة التي ابتكرها رئيس الوزراء الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي وظلت مخبأة إلى الوقت التي ظهرت فيه مجددا قبل سنوات.
لا تنصاع كل الدول الأوروبية لتنفيذ التزاماتها المالية تجاه حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي فتح ترامب على إثره في ولايته الأولى باب التهديدات بوقف التمويل، بحكم أن أمريكا تنفق بمعدل يترواح بين 65 إلى 70% من مجمل نفقات الدفاع على الناتو، الأمر الذي جعل الفكرة محط حديث مجددا منذ ولاية ترامب الأولى، حتى الآن.
ليس من السهولة اتخاذ قرار بتشكيل جيش أوروبي موحد جديد يوازي جيشا بحجم الناتو، الأمر معقد ماليا وحتى على مستوى اتخاذ قرار أوروبي جماعي، لكن هذا لم يمنع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من طرح الفكرة بجدية عام 2018، حينما قال إن أوروبا يجب أن تحد من اعتمادها على القوة الأمريكية، تزامنا مع مطالبات ترامب الملحة آنذاك للدول الأوروبية بأن تزيد من الإنفاق وترفع مستوى مساهمتها ماليا في الحلف.
إن عقود العلاقة القديمة بين أوروبا وأمريكا انتهت، بهذه الكلمات رد الرئيس الأوكراني زيلنسكي على مساءلات ترامب حول ما قدمته أمريكا ماليا لأوكرانيا وأين ذهبت 115 مليار يورو قدمتها واشنطن خلال الحرب، فقد دعا زيلنسكي لانتهاج سياسة دفاعية أوروبية مشتركة تظهر لواشنطن أن أوروبا قادرة على تولي المسؤولية.
يحدث هذا في ظل انقسامات تهدد العمود الفقري لقوة مثل الناتو، فبعد فرنسا وأوكرانيا، بريطانيا هي الأخرى تشدد على النهج ذاته بخصوص دور أكبر للدول الأوروبية في قيادة حلف شمال الأطلسي، فما مصير فكرة قديمة جديدة، وكيف سيكون الرد الأمريكي مع أول تحرك جدي لتنفيذها؟
