صافرات الإنذار تدوي في حيفا بعد إطلاق صواريخ من لبنان
بعد عقود من العداء.. لماذا تقرر روسيا الآن شطب طالبان من قوائم الإرهاب؟
بعد عقود من العداء والصراع، قررت روسيا اتخاذ خطوة مفاجئة بشطب حركة طالبان الأفغانية من قائمتها للجماعات الإرهابية. خطوة تأتي في توقيت دقيق وحساس على الساحة الدولية، حيث تتغير موازين القوى في آسيا الوسطى، وتبحث موسكو عن تعزيز موقعها الجيوسياسي في المنطقة. فما الدوافع وراء هذا القرار؟ ولماذا الآن تحديدًا؟
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن مدير الاستخبارات الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، أن المعطيات تشير إلى استعداد طالبان لمواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من تنظيم "ولاية خراسان"، الجناح الأفغاني لتنظيم داعش، الذي تتهمه روسيا بالمسؤولية عن هجمات دامية استهدفت الأراضي الروسية. يبدو أن طالبان، التي كانت منذ فترة طويلة على قائمة الإرهاب الروسية، أصبحت اليوم شريكًا محتملًا في محاربة هذا التنظيم المتطرف.
لكن لماذا الآن؟ القرار الروسي يحمل خلفه أبعادًا سياسية وأمنية واقتصادية. فمن ناحية، تسعى موسكو لتشكيل تحالف إقليمي قوي يضم دول آسيا الوسطى وأفغانستان، بهدف حماية المنطقة من التهديدات الإرهابية وضمان استقرار الحدود. ومن ناحية أخرى، هناك طموحات اقتصادية كبيرة؛ فروسيا ترى في أفغانستان بوابة للتعاون الاقتصادي واللوجستي، خصوصًا مع وجود احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والليثيوم في البلاد.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية أفغانستان كممر رئيس لخطوط أنابيب الغاز، والممرات التجارية التي تربط بين الشمال والجنوب، ولضمان تحقيق هذه المصالح، بات من الضروري لموسكو إزالة العقبات السياسية والقانونية أمام التعاون مع حكومة طالبان.
هذا القرار قد يفتح الباب أمام تعاون اقتصادي وثيق بين البلدين، ويمكن أن يؤدي إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة دون المخاوف القانونية التي كانت تعوق الشركات الروسية سابقًا. إضافة إلى ذلك، يمثل القرار خطوة في إطار محاولات روسيا للحد من النفوذ الغربي في المنطقة، وتعزيز دورها كقوة مهيمنة في آسيا الوسطى.
الخطوة الروسية نحو شطب طالبان من قوائم الإرهاب قد تكون بداية لعلاقات جديدة في المنطقة، وستفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل أفغانستان وعلاقاتها مع العالم في ظل التحولات الجيوسياسية الجارية.
