مشهد محاولة اغتيال ترامب قلب الموازين في واشنطن.. لكن السؤال المركزي لكل حادثة هو من المستفيد؟.. الإجابة عن هذه الحادثة تحديداً لا مستفيد أكثر من ترامب نفسه.

ترامب الذي يتمتع بشخصية مثيرة للجدل وقدرة فريدة على التحكم في المواقف بطرائق غير تقليدية ظهر كالبطل متماسكا خلال محاولة إنقاذه من الاغتيال، واستغل الحادث الأمني لصالحه محولا الغضب الجمهوري إلى سعادة؛ لأنه رجل يمتلك مهارة واضحة في معرفة ما يجب قوله والسيطرة على الأوضاع الحرجة إلى حد بعيد.

إطلاق النار جعل ترامب أقوى، وأكسبه شعبية أكبر بين مؤيديه وعدد من معارضيه؛ إذ أثارت محاولة الاغتيال موجة من الشراء عبر الإنترنت لمنتجات تحمل صورته مع شعارات مثل "مضاد للرصاص" و"الأساطير لا تموت أبدًا" و"إطلاق النار يجعلني أقوى" الأمر الذي وفر حملة دعائية مجانية للرئيس السابق الذي يبدو أنه يسير بخطى ثابتة نحو العودة للبيت الأبيض.

الشخصية التي ظهر بها ترامب بعد حادثة إطلاق النار والتناقض بين رفع قبضته بتحدٍّ والضعف الملحوظ لخصمه بايدن يمكن أن يؤثرا على الرأي العام لصالح المرشح الجمهوري، كما يمكن اعتبار رد فعل ترامب على الهجوم وقدرته على مواصلة الحملة الانتخابية رغم التهديد.. بمنزلة علامة على القوة من قِبَل أنصاره.

ترامب وفق مراقبين قد يحصل على دفعة مؤقتة بعد محاولة الاغتيال، لكن لا يتوقع أن يستمر ذلك حتى موعد الانتخابات بعد 4 أشهر؛ إذ إن السجل التاريخي في أمريكا لا يشير إلى أن السياسيين قادرين على ترجمة التعاطف الناتج عن الهجمات العنيفة إلى انتصارات انتخابية بنجاح.

محللون سياسيون توقعوا أن يحظى ترشيح ترامب بدفعة معزّزة بعد المؤتمر، وقد تكون هذه الدفعة أعلى قليلاً بسبب محاولة الاغتيال هذه، لكن من المتوقع أن تعود مكانة ترامب في استطلاعات الرأي في غضون أسابيع قليلة إلى مستواها الذي كانت عليه في آخر شهرين.

ومن جهة أخرى، ثمة أسئلة تطرح بشأن استغلال الديمقراطيين محاولة الاغتيال لصالحهم بجعل السيطرة على الأسلحة قضية رئيسية في الانتخابات بعد أن كان ترامب قد وصف ذات يوم نفسه بأنه أفضل صديق لمالكي الأسلحة في البيت الأبيض على الإطلاق قائلا إنه سينهي قوانين السيطرة على الأسلحة التي أقرتها إدارة بايدن إذا عاد إلى منصبه.