السرية هي "حجر الزاوية" في إستراتيجية "حزب الله" العسكرية، ولكن يبدو أن هذا الحجر قد تزحزح، كاشفاً عن "أكبر اختراق من نوعه في تاريخ المنظمة الشيعية المسلحة"، بحسب وصف قيادي بارز في التنظيم اللبناني، أطلقه بعد "انفجارات البيجر".

وفقد "حزب الله" اللبناني، الذي ينتشر عناصره في سوريا ولبنان والعراق، أهم النقاط الاستراتيجية التي يجب توافرها في كيان بحجمه وأيديولوجيته وارتباطاته وأزماته، حيث فضحت أجهزة "البيجر" التي فجرتها إسرائيل، وهي بحوزة أفراده، أقوى نقاط ضعفه.

وانفجرت آلاف أجهزة النداء الآلي "البيجر" التي كان يحملها أعضاء "حزب الله" في لبنان وسوريا، في وقت واحد تقريبًا، مساء السابع عشر من أيلول/ تموز، ما أوقع 12 قتيلاً على الأقل وأكثر من 3000 جريح، سالت دماؤهم في الشوارع، وضجت بصرخاتهم المستشفيات.

جاء ذلك فيما اعتبرته مصادر عسكرية هجوماً "غير مسبوق" فاق سلسلة من الاغتيالات السرية والهجمات الإلكترونية، التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة من حيث نطاق التنفيذ وقوة التأثير والرسالة بالغة الشدة التي أوصلتها إسرائيل، بحسب شبكة "سي إن إن".

وتنقل شبكة "سي إن إن" عن خبراء قولهم إن الانفجارات، غير المسبوقة من حيث حجمها وطبيعتها، تؤكد ضعف حزب الله حيث تعرضت شبكة اتصالاته للخطر؛ مما أدى إلى آثار مميتة.
أجهزة النداء الآلي "البيجر" التي اشتراها "حزب الله" قبل عدة أشهر كانت تضم مفتاحاً مدمجاً يتيح تفجيرها عن بعد، دون أن يدرك التنظيم ذلك، وهو ما جعله فريسة لما وصفه مصدر قيادي بأنه "أكبر اختراق من نوعه في تاريخ الحزب" اللبناني.

وبحسب جون ميلر كبير محللي إنفاذ القانون والاستخبارات، في شبكة "سي إن إن"، فإن جزءا من الرسالة الموجهة إلى "حزب الله" من وراء الهجوم باتت واضحة، على حد قوله.
وتقول: "يمكننا الوصول إليكم في أي مكان، وفي أي وقت، وفي اليوم واللحظة التي نختارها ويمكننا القيام بذلك بضغطة زر"، بحسب تعبيره.