مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار في ولاية فلوريدا الأمريكية
مع تسارع الأحداث في سوريا اهتزّت التوازنات العسكرية والسياسية هناك وأصبحت العيون تتجه بشكل مكثف نحو مستقبل الوجود الروسي في البلاد.. هذا المشهد غير التقليدي رصدته كاميرات الإعلاميين لقافلة من الدبابات الروسية تتحرك في الاتجاه المعاكس من دمشق إلى الساحل السوري.
ما اعتبره البعض إشارة إلى بداية عملية انسحاب غير معلنة.. وبعد ساعات من هذه المشاهد أكد مسؤولون سوريون أن روسيا بدأت في سحب قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل أيضاً رغم أنها لم تغادر بعد قاعدتيها الرئيسيتين في اللاذقية وطرطوس.
وبينما كانت صور الأقمار الصناعية تكشف عن ما لا يقل عن طائرتين من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من أكبر طائرات الشحن في العالم تتواجد في قاعدة حميميم مع تجهيزات مفتوحة للتحميل يتساءل الجميع" ما سر هذا الانسحاب الروسي؟"
في لقاء غير تقليدي جمع قائد "العمليات العسكرية" أحمد الشرع مع عدد من الإعلاميين في دمشق كشف الشرع عن جوانب جديدة للعلاقة مع روسيا.
الشرع الذي كان قد تولى مهمة التنسيق العسكري في أكثر من معركة أكد أن "الإدارة العسكرية" حاولت دوماً أن توازن الأمور مع موسكو مشيراً إلى أن رسائل عبر وسطاء قد وصلت إلى روسيا تنذر بأن ضرب قواعدها أصبح وارداً لكنها فضّلت إعطاء فرصة للطرفين من أجل بناء علاقة جديدة.
وأشار الشرع إلى أن الروس قد سئموا من دعمهم للنظام السوري خاصة بعد أن أنقذوه في ثلاث محطات حرجة.
وفي سياق العملية الروسية أوضح الشرع أن روسيا بدأت فعلاً بسحب قواتها من المواقع البعيدة عن الساحل مع نقل المعدات العسكرية من سوريا.. ولفت إلى أن الخطوة التالية ستكون التفاوض حول وضع الوجود الروسي في سوريا وسط تساؤلات حول التغيرات القادمة في الساحة العسكرية.
مسؤول في إدارة العمليات العسكرية أكد في تصريحات صحفية أن الانسحاب الروسي قد بدأ بالفعل وأن بعض القوات الروسية قد انتقلت بالفعل إلى ليبيا.. والقوات الروسية ستقتصر في المستقبل على التمركز في قاعدة حميميم مع التأكيد على أن التفاوض سيكون هو الفيصل في تحديد مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا.
فهل تنتهي قصة الوجود الروسي؟
يشار إلى أن ضابطا كبيرا في الجيش السوري على اتصال بالجيش الروسي كان أفاد لوكالة رويترز بأن روسيا نقلت بعض المعدات وضباطاً كباراً من الجيش السوري إلى موسكو .. لكنه أوضح في الوقت عينه أن الهدف في هذه المرحلة هو إعادة التجمع والانتشار وفقاً لما تقتضيه التطورات على الأرض حسب رويترز.
بدوره أفاد مسؤول كبير في المعارضة السورية مقرب من الإدارة المؤقتة الجديدة بأن قضية الوجود العسكري الروسي والاتفاقيات السابقة بين حكومة الأسد وموسكو ليست قيد المناقشة حالياً..و أن الوجود العسكري الروسي مسألة تتعلق بمحادثات ستجري في المستقبل.
وفي خضم هذه التحولات أعلن الكرملين أنه يناقش مع حكام سوريا الجدد مصير القواعد العسكرية الروسية مؤكداً أن هذه المحادثات لا تزال مستمرة وأن روسيا لم تنسحب من قواعدها حتى الآن.
