بعيدًا عن منصات الإعلام وبشكل غير معلن، تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًا كبيرًا في سوريا، كشفت تفاصيله صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فما هو هذا الدور وما الذي يجري خلف الكواليس في الداخل السوري؟
تقول الصحيفة في تقريرها المطول، الذي جمعت تفاصيله بالاستعانة بضباط أمريكيين إن القوات الأمريكية في سوريا ضغطت على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في دمشق، وهو ما يفسر بحسب محللين، الاتفاق المفاجئ الذي تم توقيعه بين قائد قسد، مظلوم عبدي، والرئيس السوري أحمد الشرع حيث كشفت الصحيفة أن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو ما ساهم في تسريع الوصول إلى اتفاق بين الطرفين.
الدور الأمريكي غير المعلن لم يتوقف عند ملف "قسد"، فقد تحدث مسؤولون عسكريون عن مساهمة الجيش الأمريكي في التواصل مع "جيش سوريا الحرة" الذي كان متواجدًا في جنوب شرق سوريا، وذلك لإقناعه بإبرام اتفاق مع الحكومة السورية. وهنا لا بد من طرح سؤال حول السبب الذي يدفع واشنطن إلى اتخاذ هذه المسارات؟
تجيب وول ستريت جورنال بأن جهود وساطة الجيش الأمريكي في سوريا تهدف إلى تحقيق الاستقرار ومنع العودة إلى الصراع الأهلي الذي قد يعقّد الجهود الرامية للحد من نشاط تنظيم داعش، إضافة إلى منح واشنطن دورًا فاعلًا في رسم مستقبل سوريا.
كما تمت الإشارة في تقرير الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع السورية تجاوبت مع الجانب الأمريكي فيما يتعلق بموقع إطلاق صواريخ مجهول كان يتبع لإيران، حيث كادت قوات التحالف أن تقصف الموقع لكنها تراجعت عن ذلك بعد الاتصال أولًا بوزارة الدفاع السورية، التي أرسلت فريقًا لتفكيك الموقع لأنه كان من المتوقع أن تسبب الضربة أضرارًا جانبية.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار الابتعاد عن التعليق على الملف السوري منذ يناير الماضي، إلا أن نائبه جي دي فانس علق على الأحداث الأخيرة في سوريا، وأكد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن واشنطن لن ترسل قوات إلى سوريا لحماية الأقليات، لكنّ لديها طرقًا أخرى للقيام بذلك، قائلًا: "هناك الكثير مما يمكننا فعله دبلوماسيًا واقتصاديًا لحماية بعض هذه المجتمعات".
ووصف الإدارة السورية الجديدة بالمتشددة.
وأضاف: "نتحدث مع حلفائنا ونفعل أشياء غير معلنة لحماية الأقليات في سوريا مثل المسيحيين والدروز. غزونا العراق أدى إلى تدمير إحدى أعظم المجتمعات المسيحية التاريخية في العالم، لا نريد أن نسمح بتدمير مجموعة مسيحية مرة أخرى".
يظل الدور الأمريكي في سوريا معقدًا وغير معلن، حيث تعمل واشنطن، بحسب تصريحات مسؤوليها، على تحقيق استقرار سياسي وميداني في المنطقة، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.