"تقسيم أوكرانيا".. ورقة الغرب الأخيرة لإخماد الحرب

مع تصاعد المعارك بين موسكو وكييف، ظهرت خطط أوروبية جديدة تتضمن إمكانية تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها مقابل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإنهاء النزاع مع روسيا.

صحيفة "فايننشال تايمز" أفادت بأن الدول الغربية تناقش خطة تُعرف باسم "ألمانيا الغربية"، بحيث تحتفظ روسيا بالسيطرة على الأراضي التي تمتلكها حاليًا، فيما تحصل أوكرانيا على حماية "ناتو" بموجب المادة 5.

وتأتي هذه المناقشات في ظل  مخاوف أمريكية من جر الدول الغربية إلى صراع أوسع. 

في أول رد رسمي، وصف مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الخطة بأنها "هراء"، مؤكدًا عدم وجود أي حديث حول تقسيم البلاد.

خبراء أكدوا أن هذه الخطة تعكس ضغوطًا فرضتها موسكو بعد فشل المخططات الغربية لإلحاق الهزيمة بها، مشيرين إلى أن دونالد ترامب قد يسعى لتطبيقها حال عودته للرئاسة. يرى المحلل السياسي محمود الأفندي أن الحل الواقعي يتطلب وضع خط حدودي مشابه لجدار برلين، يفصل شرق أوكرانيا عن غربها، لتجنب صدامات مستقبلية بين روسيا والناتو.

الأفندي اعتبر أن تقسيم أوكرانيا سيكون منطقيًا لضمها إلى "ناتو" لاحقًا، في حين يشير الميثاق إلى عدم قبول دول تعاني من مشكلات حدودية. كما توقع أن يصبح نهر دنيبرو هو الحدود الجديدة بين روسيا وأوكرانيا.

الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، رأى أن الخطة تتماشى مع التاريخ الأوكراني والتوترات التاريخية مع بولندا، مشيرًا إلى رغبة بولندية في استعادة أراضٍ تاريخية. ورغم هذه المناقشات، اعتبر قناة أن تنفيذ هذه التقسيمات سيواجه صعوبات على الأرض، نظرًا إلى تعارضها مع المعادلات السياسية في أوروبا الشرقية والغربية.