مدينة حيفا في عين العاصفة تعيش حالة من القلق و الترقب .. فالمدينة الساحلية شمال إسرائيل تنتظر "الانتقام" المرتقب من حزب الله إثر مقتل قائده العسكري فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على بيروت. صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اعتبرت أن حيفا تمثل "رمز الحرب" بين إسرائيل وحزب الله فكلما تعرضت بيروت للقصف فإن ذلك يعني أن حيفا ستكون على القائمة أيضًا.

إسرائيل تستعد لمعركة جديدة على حدودها الشمالية مع لبنان، تأتي بعد تسعة أشهر من خوضها حربًا على حدودها الجنوبية ضد حماس في غزة..

حزب الله تعهد بأن يجعل "إسرائيل تبكي بشدة" بعد اغتيال فؤاد شكر أحد كبار قادته في 30 من يوليو الماضي في الضاحية الجنوبية، ولطالما تعهد حزب الله بالرد على أي استهداف للضاحية في قلب إسرائيل. وبهذا التصعيد عادت التحذيرات من خطر وقوع صراع مفتوح لتسيطر على الأجواء.. خاصة بعدما أعلنت إيران عزمها على الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية في طهران ..

الصحيفة البريطانية أوضحت أنه إذا أخذنا التهديدين معًا فإنهما "يُضمران" انتقامًا مكثفًا ضد إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع مسرح الصراع في الأراضي الإسرائيلية، وربما جلب الحرب إلى عتبة مدينة حيفا التي تعرضت للقصف سابقًا في حربي 1967، و1973، وعلى يد صدام حسين  عام 2003، وأخيرًا في مواجهة حزب الله عام 2006.

لقد أثارت طائرات حزب الله من دون طيار، التي استعرضت قوتها فوق حيفا موجة من الهلع بين سكان المدينة.. ومع تصاعد الاغتيالات أصبح المسؤولون في شمال إسرائيل في حالة من القلق المتزايد خاصة أن التوتر بين حزب الله وإسرائيل ظل تحت السطح لفترة طويلة بسبب الدبلوماسية الأمريكية ومحاولات تجنب الحرب الشاملة.

لكن الاغتيال المزدوج الذي وقع في بيروت وطهران، يبدو أنه قد حطم "التوازن الدقيق" القائم وأشعل فتيل الصراع ..