قصف مدفعي عنيف ومتزامن على مناطق شمال وشرق مدينة غزة

logo
هل تؤجّج حقول النفط والغاز نار الصراع في سوريا؟
فيديو

هل تؤجّج حقول النفط والغاز نار الصراع في سوريا؟

13 ديسمبر 2024، 8:07 م

بينما ينشغل العالم بما يدور فوق أرض سوريا الآن، هناك من يخطط، يرسم، وينتظر الفرصة للسيطرة على باطن أرضها، والحديث هنا عن حقول النفط والغاز، فما مصيرها؟ وكيف ستبدو خريطة "قطاع الطاقة" بعد حوالي 13 عامًا من ذكريات الطوابير وشح الموارد في سوريا؟

"في العمق" سنجيب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير حول موارد تقاسمها القاصي والداني، فكانت خريطتُها الجغرافية ثابتة، لكن خريطة السيطرة على تلك الحقول حُكم عليها بالتغيير المستمر منذ بدء الصراع في البلاد.

"السقوط الحر لإنتاج النفط السوري"

قبل عام 2011، كشف وزير النفط السوري آنذاك سفيان العلاو، أن إنتاج سوريا وصل إلى 141 مليون برميل نفط في عام 2010 أي بمعدل 386 ألف برميل يوميًا، لكن بحلول عام 2014 واستحواذ الأطراف المتصارعة على الموارد والحقول النفطية وتغير خريطة السيطرة خاصة في شمالي شرقي البلاد، تهاوى الإنتاج ووصل إلى 14 ألف برميل يوميًا، كما انخفض إنتاج الغاز الطبيعي من 8.7 مليار متر مكعب في عام 2011 إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2023 بحسب تحليل سابق لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

"الساعات الأخيرة".. تفاصيل جديدة عن هروب مسؤولين في نظام الأسد

في تلك الفترة ومع فرض عقوبات على نظام الرئيس السابق بشار الأسد، اعتمد الأخير على واردات الوقود من إيران لاستمرار الحفاظ على الطاقة، وفي تلك الفترة أيضًا كانت داعش تسيطر على العديد من الحقول النفطية وباعت حينها معظم نفطها الخام مباشرة إلى تجار مستقلين في حقول النفط، وكانت تتم بعض عمليات تهريب النفط إلى تركيا..

لكن وفقا لتقرير صادر عن S&P Global Commodity Insights، كانت تدر حقول النفط على داعش نحو 500 مليون دولار سنويا، وبعد هزيمة داعش انتقلت السيطرة على معظم حقول النفط إلى قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ(قسد)، وهكذا أصبح التقسيم.

"صراع الخرائط"

تسيطر قوات "قسد" المدعومة أمريكيًا على حقلي عمر والتنك النفطيين وحقل كونيكو الذي ينتج الغاز والنفط معًا في ريف دير الزور، وفي محافظة الحسكة فهي تسيطر على حقل السويدية، رميلان، جبيسة والهول إضافة إلى عشرات الآبار النفطية داخل الحسكة، وعلى الرغم من السيطرة الكبيرة لقسد على تلك الحقول التي تشكل 90% من الثروة النفطية و45% من إنتاج الغاز، إلا أنّ البنية التحتية المتهالكة والحاجة إلى إعادة تأهيلها والضربات التركية التي تلقتها خلال السنوات الماضية قلّصت إنتاجها اليومي إلى أقل من 30 ألف برميل يوميًا.

بالمقابل وبعد سقوط النظام تركزت الحقول التي باتت تحت سيطرة قوات المعارضة في وسط وغرب البلاد، وأبرزها حقل ورد وحقل التيم وحقل الشولة وحقل نيشان في دير الزور، ويقدر إنتاجها بنحو 7 آلاف برميل يوميًا، إضافة إلى حقل الغاز آراك في تدمر، وحقل جزل وشاعر في ريف حمص ومحطتي المهاش والخراطة النفطيتين.

ومع إعلان "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للفصائل المسلحة السورية أن قواتها سيطرت على كامل مدينة دير الزور وعلى حقل "التيم النفطي"، ذكرت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية أن القوات الكردية انسحبت فقط من المنطقة الغربية لنهر الفرات في مدينة دير الزور، حيث تقدمت مؤخرًا بعد انسحاب قوات الجيش السوري.

أخبار ذات علاقة

نقلته جواً من سوريا.. أمريكا تتسلم مواطنها ترافيس تيمرمان

 وهنا لا بد من طرح سؤال حول التوافق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام فيما يتعلق بتقاسم حقول النفط والغاز؟، وهل هناك مخاطر حول حدوث مواجهات بين الطرفين؟.

"مستقبل قطاع الطاقة السوري"

المخاوف .. كلمة باتت تلازم أفكار الكثير من السوريين في المرحلة الحالية، وخاصة فيما يتعلق بالموارد والطاقة والوقود وإدارتها، ومع أنباء وقف الواردات النفطية من إيران واستمرار العقوبات الدولية، ومتوسط الطلب السوري على النفط الذي يصل إلى 100 برميل يوميا وفقا لشركة كوموديتي إنسايتس، كيف ستكون خريطة "قطاع الطاقة" في سوريا؟. 

الحديث عن المستقبل لا يقتصر على ما يدور ضمن الحدود السورية، فهناك دول أخرى دخلت على خط الصراع منذ 2011 ولم تخرج، ففي عام 2018، وقعت روسيا وسوريا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة تمنح موسكو حقوقًا حصرية لإعادة بناء قطاع النفط والغاز السوري، وأبرمت شركة "إيفرو بوليس المحدودة" الروسية عقدا مع الحكومة السورية لحماية حقول النفط مقابل حصة 25% من إنتاج النفط والغاز..

كما أن حقول إيبلا على سبيل المثال لا تزال تحت سيطرة الجيش الروسي وفق رويترز، ولا يمكن تجاوز الوجود الأمريكي في قاعدة حقل العمر النفطي وقاعدة رميلان الواقعة جنوب شرقي مدينة الرميلان النفطية في ريف الحسكة وغيرها من القواعد، ورغم تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أكثر من مرة إلا أنه تراجع تحت ضغط مستشاريه، بعدما اقتنع بأهميتها لحماية المصالح الأمريكية.

"سوريا على شفا حرب من أجل النفط"، هكذا وصفت صحيفة "أوراسيا ديلي" واقع الحال في سوريا، مع حاجة الفصائل السورية المسلحة إلى تزويد نفسها والمناطق الخاضعة لسيطرتها بالوقود والكهرباء وجميع أشكال الطاقة، فهل ستحمل الأيام القادمة تطورات تصب في تلك التوقعات والتحليلات أم أنها ستثبت العكس تمامًا؟.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات