تتفاقم حدة الصراع الروسي الأوكراني وسط استخدام مكثف للمسيرات التي أصبحت السلاح الأبرز في هذه الحرب؛ فمنذ أشهر، تحوّلت المعركة إلى حرب استنزاف جوية، إذ لا تهدأ المسيرات في سماء البلدين، مضيفة أبعادًا جديدة للمعارك.

وتواصل القوات الروسية اختراقها للدفاعات الأوكرانية في الشرق والجنوب، وتكاد لا تتوقف عن قضم القرى والبلدات الأوكرانية بشكل يومي..

ومنذ الخريف الماضي، يواجه الجيش الأوكراني، الذي يعاني نقصاً في العتاد، هجمات روسية على طول خط الجبهة الممتد لنحو ألف كيلومتر، مع تركيز روسي كبير على منطقة دونيتسك.

وفي الوقت ذاته، لا يتوقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مناشدة حلفائه الغربيين لتقديم الدعم العسكري.

وفي آخر مناشداته عبر تيلغرام، تزامنًا مع هجمات بعشرات المسيرات على بلاده، أكد زيلينسكي حاجة أوكرانيا إلى أسلحة بعيدة المدى لحماية مدنها وقواتها من القنابل والمسيرات الروسية،  والهدف منها لم يُسمح له بعد بتنفيذه، ألا وهو تدمير القاذفات الروسية داخل قواعدها الجوية في روسيا، وفق تصريحه.

ظهر زيلينسكي في فيديو معلنًا وصول منظومة دفاع جوي من طراز "باتريوت" مقدمة من ألمانيا، معتبراً هذه الخطوة إضافة قوية للقدرات الدفاعية الأوكرانية. ولكنه أشار إلى أن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق الحماية الكاملة.

وبينما لا تتوقف الهجمات الروسية، أبلغ مسؤولون أوكرانيون عن هجوم جوي روسي ألحق أضرارًا بمرافق بنية تحتية حيوية في منطقة سومي شمال شرق البلاد.

في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت بالصواريخ معسكراً "للمرتزقة" والمدربين الغربيين في منطقة خاركيف، مما أسفر عن مقتل 50 شخصاً.

وفي سياق متصل، ضربت مسيرات أوكرانية سفينة روسية في ميناء كافكاز جنوبي روسيا، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 5 آخرين، وفقًا لوكالة "تاس" الروسية.

كما أعلنت كييف مسؤوليتها عن هجوم بمسيرات على مصفاة مدينة توابسيه على البحر الأسود في منطقة كراسنودار، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير.

لا تزال الحرب في أوكرانيا بعيدة عن الحل، ويبقى الوضع مرهونًا بالتطورات الميدانية والمواقف الدولية، لا سيما أن واشنطن الحليف الأبرز لكييف على موعد مع انتخابات رئاسية قد تغير مجرى الحرب الأوكرانية جذرياً في حال فوز ترامب.