في العربات أو السيارات القديمة أو الخيام المهترئة أقمشتها، تتعدد الصور والمشاهد والمضمون واحد في مدينة لُقبت بعاصمة المشردين، فأهلا بكم في لوس أنجلوس .. 

هنا حيث يجد المشردون بيئة مناسبة ولا يجدون سكنا بسعر يناسب ما في جيوبهم، فتتسرب معسكراتهم إلى كل مكان وحتى إلى تلك المناطق التي يبلغ متوسط سعر المنزل فيها 3.5 مليون دولار، أو بعبارة أخرى يمتد التشرد إلى أرض النخبة ..

هي قضية أرّقت السلطات والسكان أيضا، فأشارت استطلاعات الرأي إلى أنّ التشرد يصنف على أنه الشاغل الأكبر لسكان لوس أنجلوس، بل وأصبح القضية الأساسية لدى عمدة المدينة كارين باس التي تأمل أن تختفي الخيام ولا تعود.. ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟.

مع إحصائيات توضع على طاولة أصحاب القرار فتكشف أمامهم أرقاما تصل إلى ما يزيد على 75 ألف شخص دون مأوى، مرفقة بنسب تشرد مرتفعة بمقدار 10% عن السنوات السابقة، وجدت عمدة المدينة نفسها أمام حل يفرض عليها أولا إعلان حالة الطوارئ على مستوى المدينة، يليه تخصيص 1.3 مليار دولار لحل تلك المشكلة التي تبلغ ذروتها في لوس أنجلوس مقارنة بالمدن الأمريكية الأخرى، محاولة إقناع من حولها بإيواء المشردين على الفور في غرف الفنادق، بدلا من انتظار توفير المزيد من الحلول الدائمة بحسب ما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال.

شوارع لوس أنجلوس وساكنوها الذين يعاني 30% منهم من اضطرابات تعاطي المخدرات، ينتظرون طفرة في بناء المساكن ذات الأسعار المقبولة، وإن لم تحدث سيجبرون على البقاء في مكانهم، وربما يخرجون بصعوبة من خيمهم أمام إغراءات موظفي التوعية الذين يحاولون إقناعهم بالانتقال إلى أماكن إقامة جديدة خصصتها الدولة لهم..

 في أغلب الأحيان تنتصر الميزات والإغراءات والكلام المعسول، ويخرج المختبئون من أماكنهم المظلمة لكن مع الاحتفاظ بحق العودة في أي وقت وإلى أي مكان يستطيعون فيه نصب خيمة مهترئة أو ركن عربة تفوح منها رائحة الفقر، وتضيع فيها أحلام الشباب في شوارع تستمد إنارتها الخافتة من أضواء كوكب آخر يبعد عنهم كيلومترات قليلة ..