يتحدّون العمر.. يحاولون البقاء في ساحات التحدي رغم العقبات... ولكن... للعمر ضريبة يُجبر على دفعها الجميع رغم كل محاولات التجديد وترميم خلايا الجسد إن كان بنمط الحياة الصحي أو بالمكملات أو حتى بالعمليات.

أمثلة كثيرة، لنجوم سطعت أضواؤهم في ساحات السياسة، والرياضة، والفن...عاندت حقيقة أن للعمر حقًا، وأن هناك وقتًا قادمًا لا محالة ليترجل الفارس عن فرسه في الوقت المناسب دون أن يطلب من أحد إنزاله.
ويبرز على الساحة السياسية الرئيس الأمريكي جو بايدن، هذا الرجل الذي بلغ من العمر 81 عامًا، وما زال رغم ذلك الطامح لتولي فترة رئاسية ثانية، رغم ما فرضه سنة من صعوبات في التكلم أو حتى الوقوف صامدًا أو صعود السلالم، ما تسبب بوضعه في موقف محرج وجعل أغلب مؤيديه ينفضون من حوله.

وعند الحديث عن العمر لا يقتصر الأمر على طاعن في السن، بل يتعداه لمن ما زالوا في طور الكهولة، كاللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو، الذي رغم بلوغه سن الأربعين، وهو سن متقدم نسبيًا في عالم الساحرة المستديرة، لم يعلن اعتزاله دوليًا، وأصر على البقاء في المنتخب، وأضاع فرصة الاعتزال عندما نجح مع  فريقه في تسيّد القارة العجوز ليظهر بمستوى كارثي في البطولة القارية، مؤخرًا، والتي أقيمت في ألمانيا.

كان من الممكن احترام العمر، واستثمار اللحظة المناسبة عندما تترجل وأنت في قمة الإنجاز. ولك في الأسطورة البرازيلية بيليه مثال، حيث قرر الاعتزال وهو في قمة المجد، بعد أن استطاع قيادة البرازيل للفوز بكأس العالم.

وعند الحديث عن العمر، لا بد أن يلفتك ما يحدث للكثير من الفنانين في عالمنا، فقد يكونوا أكثر المهتمين بالتمسك بالشباب، لا بل حتى الرجوع بالزمن إلى الخلف بدل التقدم به...كجورج كلوني، وتوم كروز، وجوناثان ستاثام.

فهناك من يبهرك في قدرته على التجديف عكس التيار، كالمطرب عمرو دياب، الذي وصل الأمر حد قول البعض، إن الجميع يكبر بالعمر إلا عمرو دياب... وكذلك ينطوي الأمر على مطربات بانت ملامحهن مع التقدم بالعمر أكثر شبابًا مما كن عليه في ريعان شبابهن، كسميرة سعيد، ونجوى كرم، ولطيفة، وهيفاء وهبي، وميادة الحناوي.. وهناك الكثير من الأمثلة... كمن استطاع مع تجديد شبابه تجديد الروح، والوقوع بعشق جديد كحسين فهمي... وقطب الإعلام روبرت مردوخ الذي احتفل بزواجه الخامس في سن الثالثة والتسعين.
تحدي العمر مواجهة شجاعة ضد الهرم.. ولكن لكل شيء ثمنًا، والزمن كفيل برد الاعتبار.