ضيف من غير موعد.. كيف تؤرق "الطيور" حركة الطائرات وتزيد من كوارثها؟

سنويا في أمريكا، يُبلغ عن أكثر من 14 ألف حالة تصادم للطيور بالطائرات، هذه أرقام إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية.

عبر التاريخ مثلت الطيور على اختلاف أنواعها وأحجامها، ضيفا ثقيلا في المجال الجوي لقادة الطائرات، أسرابها بالمئات وتحتل مساحة ليست بالقليلة من جغرافيا الجو أثناء عمليتي الهبوط والإقلاع لكل طائرة، وعليه فإن جل الحالات تُسجل خلال إقلاع الطائرة أو هبوطها، بارتفاعات قُدرت بمئات الأمتار ليس إلا.

الطائرة الأذرية، كانت الأخيرة ممن تسببت الطيور بكارثة خلفها هذا السقوط المدوي للطائرة، بينما عبر التاريخ، فالحوادث جمة، قتلت وأصابت مدنيين كثر، وعطلت عديد رحلات الطيران، حتى أن الطائرات الحربية كانت بمتناول الطيور، واستطاعت الأخيرة إزعاجها، ولعل أول حادثة لطيار قضى إثر اصطدام طائرته بنورس لن ينساها الأمريكيون عتحطم ام 1912 أثناء رحلة استطلاعية نفذها الطيار المنحدر من عائلة خدمت في البحرية الأمريكية وهو كارل روجرز وانتهت بسقوط الطائرة ومقتله.  

في عام 1960، قتلت الطيور 72 مدنيا في حادثة وُصفت بأنها الأعنف لاصطدام طائرة ما بسرب من الطيور، حدث هذا بعد 20 ثانية من إقلاع طائرة الخطوط الجوية الشرقية من مطار بوسطن لوغان الدولي، قبل أن تلاقي سرباً من طيور الزرزور الأوروبية التي دخلت محركات الطائرة، فاختل توازنها وتحطمت في ميناء بوسطن، تكرر الحادث عام 1988 باختلاف المكان، بعدما تسبب سرب من الطيور بمقتل 35 شخصا كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية من طراز بوينج عندما تحطمت بعد علقت الطيور بمحركاتها.

اضطُرت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية عام 2009 لإجراء هبوط اضطراري في نهر هدسون شرق نيويورك بعد اصطدامها بسرب من الإوز الكندي عقب وقت قصير من إقلاعها، تسبب الحادث الذي أصاب محركات الطائرة بعدما علقت جزء من سرب الطيور فيها بإصابة 100 راكب من أصل 150 تقريبا، بسبب الاضطرابات الجوية، إلا أنه تم إنقاذ جميع الركاب وأفراد الطاقم بواسطة القوارب، فيما تحولت القصة لاحقا لفيلم هوليوودي بعنوان Miracle on the Hudson.

وعلى الرغم من أن المطارات باتت تستخدم سبلا عدة لدرء هذا الخطر، كإزعاج الطيور بإصدار أصوات مزعجة أو أضواء قوية، أو استخدام أحدث أنواع الرادرات لكشف بيانات تحركات أسراب الطيور، إلا ان الأخيرة لا تزال تشكل خطرا في دقائق الإقلاع والهبوط، وتسببت بلغة الأرقام بأضرار للطائرات بلغت 340 مليون دولار بين عامي 2013 و2018 وفقا لتحليل أجرته شركة التأمين العالمية Global Corporate and Specialty.