بعد نجاته من سبع محاولات اغتيالٍ على الأقل، جعلتهُ "شبحًا" في عيون الإسرائيليين و"رمزًا" مهمًا بالنسبة للمُنتَمِين لحماس.. مَن الشخصية المؤهّلة لخلافة قائد كتائبِ القسام، الجَناح المسلح لحركة حماس "محمد الضيف" حالَ تأكيد مَقتلهِ، إثرَ استهدافهِ ومسؤول لواء خان يونس "رافع سلامة"، في عمليةِ قصف بمِنطقةِ المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة؟

محمد دياب إبراهيم المصري ذو التاسعة والخمسين، الشهير بـ"محمد الضيف"، القياديُّ الذي تعده إسرائيل المسؤول العسكريَّ عن هجومِ السابعِ من أكتوبر الماضي، وصاحب أطول فترة ملاحقة بالنسبةِ لأجهزةِ الأمنِ الإسرائيلية، كان يرأَس المجلسَ العسكريَّ لكتائب القسام الجناح المسلَّح لحركة حماس، الذي يَضمُّ عددًا من القادةِ العسكريين، من أبرزِهم خمسة قادة رئيسيين يقودون ألويةَ القسام في محافظات قطاع غزة الخمس، وهم "أحمد الغندور" قائدُ القسام في محافظةِ شمالِ قطاعِ غزة، و"عز الدين الحداد" قائد القسام في مدينة غزة، و"أيمن نوفل" قائد لواء المنطقة الوسطى، و"رافع سلامة" قائد لواء خان يونس، و"محمد شبانة" قائد لواء رفح، إضافةً إلى "مروان عيسى" وهو نائب محمد الضيف.

وأربعة من هؤلاء القادة اغتالتهم إسرائيل خلال الحربِ المستمرةِ منذ هجومِ حماس في السابعِ من أكتوبر الماضي، وهم "عيسى والغندور ونوفل وسلامة"في حين لا يزالُ عز الدين الحداد، ومحمد شبانة يقودانِ مهامهما، إذ تَعَرَّضَ الأخيرُ لمحاولةِ اغتيالٍ "فاشلة" بعد أيامٍ من اجتياحِ الجيشِ الإسرائيليِّ لمدينةِ رفح في السابعِ من مايو الماضي..

فمن هو خليفةُ "الضيف" حالَ تأكيدِ اغتيالهِ؟

في المرتبةِ الأولى يأتي "محمد السنوار"، شقيقُ رئيسِ حركةِ حماسَ في غزة "يحيى السنوار"، وأحدُ أبرزِ القادةِ العسكريينَ لكتائبِ القسام على مستوى القطاع، والذي اكتسبَ قوةً ونفوذًا كبيرين من العملياتِ المُهمةِ التي أشرفَ عليها، وثقةِ شقيقهِ الذي أسندَت إليهِ مهامَّ عسكريةً ولوجستيةً حساسة، كمهمةِ "إدارةِ العملياتِ"، وكان يشغلُ منصبَ قائد لواء خان يونس جنوبي قطاعِ غزة حتى العام 2014، قبل أن يتولاهُ رافع سلامة، الذي أعلنت إسرائيلُ أنه كان الهدفَ الثاني في محاولة الاغتيالِ بخان يونس إلى جانبِ محمد الضيف.

اسم "محمد السنوار" ارتبط بهندسةِ الأنفاقِ التابعةِ لحماس وعددٍ من العملياتِ العسكريةِ المهمة، أبرزُها عملية خطفِ الأسيرِ جِلعاد شاليط العام 2006، والذي أفرجت إسرائيلُ عن أكثرَ من ألفِ أسيرٍ فِلسطيني مقابلَ إطلاقِ سراحهِ، كان من بينهم شقيقهُ "يحيى السنوار" الذي ترأسَ حركةَ حماس في قطاعِ غزةَ لاحقًا.

الاحتمال التالي "عز الدين الحداد".. وهو أحدُ أبرزِ قادةِ الجَناحِ العسكري لحماس، وأصبح مسؤولاً عن لواءي مدينة غزة وشمال قطاع غزة، بعد اغتيال مسؤول لواء الشمال أحمد الغندور، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن حماس أَسندَت إليهِ مهمة إدارةِ منطقة غزة وشمالِها بالكامل، والتي فقدت حركةُ حماس السيطرةَ عليها، بعد العملياتِ العسكرية الإسرائيلية المُتلاحقةِ فيها.

تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن "الحدّاد" هو المسؤولُ عن إعادةِ بناءِ قدراتِ حركةِ حماس شمالَ القطاع، ويتولى مسؤوليةَ إحباط المحاولات الإسرائيلية لتشكيل هيئات حكم محلية بديلة عن حماس في شمال غزة.

وثالثًا، يأتي "محمد شبانة"، قائد لواء رفح في كتائب القسام الذي يضم أربع كتائب عسكرية، وهو يقود الجناح العسكري لحماس منذ العام 2014 بعد اغتيال محمد أبو شمالة الذي كان مسؤولاً عن الجهاز العسكري لحماس في رفح.

وارتبط اسم شبانة، بالأنفاق التي كانت تحصل منها حركة حماس على إمداداتها العسكرية جرّاء عمليات التهريب من مصر، كما يعد أحد أبرز المسؤولين عن تأمين الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، خلال سنين أسره الخمس في قطاع غزة.