ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
لم يعُد الصمت خياراً في قطاع غزة.. دعوات شجاعة تتجدد في القطاع وصوت الاحتجاجات بات يعلو في شوارعه ومدنه، مطالباً بإنهاء الحرب ورحيل حركة "حماس" عن المشهد في غزة التي أنهكتها الحرب وأزهقت أرواح أبنائها وهجّرت ودمّرت ما تبقى.
بدأت الاحتجاجات في بلدة بيت لاهيا وجباليا شمالي القطاع، لكن سرعان ما امتدت إلى مناطق أخرى أبرزها خان يونس جنوبي غزة، حيث شهدت شوارعها مظاهرات ليلية غاضبة.
ولم تقتصر مطالب المحتجين على وقف الحرب، بل حملت هتافاتهم نداءً صريحاً بمحاسبة "حماس" وتحميلها مسؤولية الوضع الكارثي الذي يعيشه القطاع.
وفي تطور لافت، دعت عشائر حي "الشجاعية" إلى وقفة احتجاجية ضد الحركة متهمةً قياداتها بتجاهل السكان والمتاجرة بأبنائهم.. وفي بيانها، شددت العشائر على أن غزة ليست ملكاً لفصيل أو جماعة بعينها وأن صوت الشعب يجب أن يُسمع.
ما يميز هذه الاحتجاجات أنها جاءت من قلب الشارع بلا توجيه حزبي أو قيادة واضحة، في مؤشر على تحوّل المزاج الشعبي تجاه حكم حماس.. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذه التظاهرات تمثل "تعبيراً نادراً" عن الغضب الشعبي في قطاع لطالما كُتمت فيه الأصوات المعارضة.
ويرى محللون أن هذه التحركات الشعبية تشكل تحدياً غير مسبوق لحركة "حماس" التي اعتادت على قمع أي بوادر للمعارضة.. ويحذّر المراقبون من أن تجاهل هذا الغضب المتصاعد قد يضع القطاع على حافة انفجار داخلي، خاصة مع تزايد مطالب المواطنين بإنهاء حكم الحركة الذي لم يجلب لهم سوى المزيد من المعاناة.
في المقابل، دخلت حركة "فتح" على الخط برسالة واضحة لغريمتها "حماس".. إذ دعا المتحدث باسم "فتح" في غزة منذر الحايك "حماس" إلى الاستجابة لمطالب الشارع الفلسطيني عبر التنحي عن إدارة القطاع، وإفساح المجال أمام السلطة الوطنية ومنظمة التحرير لتولي المسؤولية.
وأضاف أن هذه الاحتجاجات تعكس إصرار المواطنين على التغيير بعدما تجاهلت الحركة نداءات سابقة من وجهاء العشائر والمخاتير لإنهاء سيطرتها على غزة.
وفي ظل هذه التطورات يبقى السؤال: هل تصغي حماس إلى أصوات المحتجين قبل أن تتفاقم الأزمة، أم أنها ستواجه تحدياً غير مسبوق قد ينهي أي أفق للحل؟
