يزور القطاع طبيبا فقط، ويرمي بخبرته في غزة مع كل تصعيد عسكري، غسان أبو ستة، سافر وتغرب ولمع في الخارج، لكن ضمير مهنته لا يزال حيا منذ عقود، ويحضر في كل مرة يشتد فيها القصف على القطاع، فمن هو غسان الذي يقصد مستشفيات غزة كلما نادته؟.

غسان أبو ستة هو طبيب فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية، درس الطب في جامعة غلاسكو باسكتلندا، جراح تجميل وترميم تخصص لاحقا في جراحة جمجمة الأطفال والحنك ويعمل في لندن حاليا، أصبح عام 2012 مسؤولًا طبيا عن برنامج إصابات الحرب لدى الأطفال في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت، كما شارك عام 2015 في تأسيس برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في ذات الجامعة.

منذ عام 1987 وإبان الانتفاضة الأولى، دأب الدكتور غسان على علاج الجرحى وهو لا يزال طالباً في كلية الطب، و في أحداث عام 2000 عاد إلى غزة، متطوعاً كطبيب ميداني لمعالجة المصابين، كما أنه كان حاضرا في أربع حروب ذاقتها غزة بعد هذا التاريخ، أعوام 2008 و2012 و2014 و2018، والآن وبعد أن طاف القطاع برائحة الموت، نجح غسان مرة أخرى في النفاد إلى غزة عبر معبر رفح قبل ساعات من إحكام إسرائيل لحصارها التام، متنقلا من مرفق صحي لآخر ومتمترسا على خطوط الإسعاف الأولى في مشفى الشفاء، كما كان شاهدا على مجزرة المعمداني الأخيرة، وأقام مؤتمرا صحفيا وسط الجثث هناك، حاملا روحه على كف وضميرا حيا على كفه الأخرى، كتبت عنه صحف العالم من تيليغراف إلى سي إن إن وصولا للوموند الفرنسية التي وصفته بمرمم الوجوه المكسورة في الشرق الأوسط .

ضايقت الشرطة البريطانية عائلته في لندن كما كتب هو بنفسه على منصة إكس قبل أيام، بينما اتخذ غسان أبو ستة عبر تاريخه الطبي المنطقة العربية وطنا له، وهو ما قاده للعمل كجراح حرب في فترات متقطعة في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان أيضاً، بحسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية.