رغم التصعيد الواضح في حرب السماء هنا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية .. تصريحات زعيم ميليشيا حزب الله الأخيرة تعطي انطباعًا مفاده أن لهجة التصعيد اختلفت بعد أكثر من أسبوع على وعيد الانتقام القاسي من إسرائيل ردًا على اغتيال القيادي فؤاد شكر .. لكن تقارير استخباراتية تقول إن حزب الله يقترب من شنّ "هجوم مستقل" عن إيران.

هذا ما تؤكده شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلاً عن مصادر استخباراتية.. حيث يستعد "الوكيل اللبناني"، وبشكل متزايد، للتحرك ضد إسرائيل "بشكل مستقل" عن الرد الإيراني المتوقع.

يقول أحد المصادر للشبكة الأمريكية إن حزب الله يتحرك بوتيرة أسرع في الاستعداد للهجوم، بينما إيران لا تزال، على ما يبدو، تخطط لردودها الانتقامية، وإن طهران قامت بالفعل ببعض "وليس كل" الاستعدادات المتوقعة لهجوم واسع النطاق.

فقد كثُر الحديث في أروقت المصادر الحصرية التي تقول إن طهران تعيد حساباتها بعد الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة، والضغوط التي تتعرض لها من قوى أمريكية للعدول عن توجيه ضربة لإسرائيل خوفًا من اشتعال حرب شاملة لا يمكن لأحد السيطرة عليها، فضلاً عن أن إيران تأكدت أن اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها لم يتم بصاروخ من الخارج.

أما حزب الله، على عكس إيران، ربما قد يتصرف دون سابق إنذار، وهو ما لا ينطبق على إيران نظرًا لقرب لبنان من إسرائيل كجارٍ مباشر، واللافت أنه لا يوجد تنسيق واضح بين حزب الله وإيران في الوقت الحالي.

معطيات الأيام الماضية رغم أنها نسبية لأنها تقول إن حزب الله  في إطار التصعيد مع إسرائيل يستعد لسيناريوهين.. الأول يتمثل في نجاح الضغوط الدولية والإقليمية في التوصل لاتفاق للتهدئة على مختلف الجبهات بما في ذلك غزة"،  فالحزب وحلفاؤه لديهم رغبة في عدم الدخول بمواجهة مفتوحة رغم التصريحات المعلنة بهذا الشأن، خاصة أن الوضع في لبنان لا يسمح بالدخول في حرب مع إسرائيل نظرًا للظروف السياسية والاقتصادية المعقدة".

أما السيناريو الثاني في حال لم يتحقق الأول.. فيتمثل بمواجهة مفتوحة ومتعددة الجبهات، في إطار تصريحات وتوعدات ميليشيا حزب الله وإيران، وهو الأمر الذي دفع الولايات المتحدة ودولًا غربية حليفة لإسرائيل لأن تكون مستعدة وشريكة مباشرة لها في الحرب التي قد تندلع عند فشل المفاوضات الخفيّة.

الترقّب هو سيد الموقف في إسرائيل، الآن، وسط حالة استنفار قصوى أعلنها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ودفعت إليها توقعات بأن هجوم ميليشيا حزب الله أصبح قريبًا جدًا، وبنك الأهداف الإسرائيلية لم يستطع أحد أن يؤطره، فعنصر المفاجأة حاضرٌ وبقوة.