القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة بيت لحم
مهلة أخيرة تمنحها إدارة العمليات العسكرية في سوريا للفصائل المسلحة في درعا جنوب البلاد، كفرصة لكي تسلم الفصائل المسلحة سلاحها في عدة بلدات تابعة للمحافظة قبل إجراءات قاسية ستتخذها الحكومة السورية وفق وصفها بحق كل من يمتنع عن الامتثال لهذا الطلب، وسط قبول بتسليم الأسلحة في بعض البلدات بالمحافظة مثل ما جرى في الصنمين بالريف الشمالي لدرعا.
في السويداء جنوبا أيضا، لا يختلف الحال كثيرا عن جارتها درعا، فرفض تسليم السلاح وإن تباينت الأسباب قليلا، إلا أنه واقع يؤرق الحكومة السورية الجديدة، ولا يبدو في المحافظتين بأن مطلب تسليم السلاح قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وهذا ما يعكسه كلام غرفة عمليات الجنوب التي قال الناطق باسمها العقيد نسيم أبو عرة: لا نقتنع بفكرة حل الفصائل، نحن قوة منظمة في الجنوب السوري وأرى أن نندمج كجسم عسكري مع وزارة الدفاع، وترجمه كلام الشيخ حكمت الهجري زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا أيضا، فهل ينذر الجنوب السوري بشرارة حرب قد تشتعل قريبا؟
يعزو محللون تخبط الوضع بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة جنوبا إلى انعدام الثقة بين الطرفين، ويبرز هذا جليا في قضية الخلاف على حل الفصائل العسكرية وتأسيس وزارة دفاع سورية، بانتظار ما تصفه هذه الفصائل بالطرح العملي المنتظر من الإدارة في دمشق لرؤيتها والآليات التي ستتبعها لإنشاء وزارة الدفاع، وسط تأكيدات من قبل فصائل الجنوب بأنها ستحل نفسها وتنضم إلى وزارة الدفاع بعد تشكيل الجيش السوري واكتمال ملامح الدولة السورية.
وإن كان يمكن تحديد غرف العمليات العسكرية في الجنوب السوري، إلا أن تعدد الفصائل المقاتلة واختلاف تسمياتها يجعل من الصعب حصر القرار ضمن فئة عسكرية معينة، إلا أن ما هو مؤكد وفق كلام بعض القادة، هو التنسيق بين الفصائل في محافظتي السويداء ودرعا وهو ما أكده الناطق باسم لواء الجبل لتلفزيون سوريا حينما أعطى مثالا على اشتراك قوات لواء الجبل مع اللواء الثامن في درعا بإزالة حاجز للنظام كان قد أقامه بين المحافظتين في الأول من كانون الأول الفائت.
الجنوب السوري، لا يملك فيه أحمد الشرع قوة إقليمية تساعده على ضم الفصائل المسلحة فيه إلى صفوفه مثل ما يجري في الشمال بخصوص قوات سوريا الديمقراطية، لكنه يمثل وفق مراقبين مفتاحا للحل السوري فيما يتعلق بتشكيل وزارة الدفاع وحل الفصائل سريعا، فهل تنجح السياسة بجمع الطرفين أم أن ما فشل بالتفاوض قد ينجح بالنار؟