logo
العالم

أمام شبح "الغزو الصيني".. واشنطن تواجه خيارات صعبة في أزمة تايوان

أمام شبح "الغزو الصيني".. واشنطن تواجه خيارات صعبة في أزمة تايوان
سفينة تابعة لخفر السواحل التايواني تمر عبر ساحل الصين، في...المصدر: رويترز
02 يوليو 2024، 5:39 م

اقترحت "فورين أفيرز" الأمريكية، على واشنطن أن تتبنّى إستراتيجيات تُمكنها من تهدئة التوترات المتصاعدة بين تايوان والصين، التي تفاقمت بعد انتخاب "لاي تشينغ- تي" رئيسًا لتايوان، أخيرًا.

وأشارت إلى أن الرئيس تشينغ- تي أكد في بداية ولايته أن تايوان دولة ذات سيادة ومستقلة، وهو موقف حاسم يأتي على عكس مسار أسلافه، موضحة أن تفضيل الرئيس التايواني الجديد للوضوح على الغموض أثار غضب بكين.

فيما أدانت وسائل الإعلام الرسمية الصينية والمسؤولون، بما في ذلك وزير الخارجية الصيني وانغ يي، تصريحات الرئيس التايواني ووصفوه بـ"الخائن" - بسبب تغير مواقفه تجاه بكين- وفقًا لما أوردت المجلة الأمريكية.

بينما أطلق الجيش الصيني مناورة واسعة النطاق لمدة يومين، التي وصفها القائد الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، صامويل بابارو، بأنها "تُحاكي الغزو".

أخبار ذات علاقة

بكين على شفا "حرب شاملة" مع مانيلا إثر أزمة بحر الصين الجنوبي‎

 ونوهت إلى أن التصعيد العسكري وازدراء بكين المتزايد للرئيس تشينغ- تي، أدّى إلى عرقلة إمكانية إقامة قنوات اتصال خلفية بين تايبيه وبكين، وهو ما أسهم في تعقيد مهمة الولايات المتحدة في إدارة العلاقات بين بكين وتايبيه.

ومن أجل التخفيف من حدة التوترات المتصاعدة، نصحت المجلة واشنطن، أن تتبنى نهجًا مزدوجًا، يتمثل الأول في تشجيع تايوان على تعزيز قدراتها العسكرية لردع أي غزو محتمل، فيما يركز الثاني على تعزيز الاتصالات الدبلوماسية المتزايدة بين تايوان وبكين.

وأكدت المجلة ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة تدابير استباقية للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان من خلال بناء قدرات تايوان العسكرية والدفاعية المدنية، وإنشاء احتياطيات إستراتيجية، وردع التوغلات الصينية.

ولفتت إلى أهمية تشكل دبلوماسية أمريكية نشطة تشجع الحوار بين بكين وتايبيه، مبينة أن على أمريكا أن تجمع بين الردع والحوار والالتزام بالوضع الراهن للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

دولتان مختلفتان

وبحسب المجلة الأمريكية، فقد تبنت الصين نهجًا متصلبًا، غير راغبة في إيجاد تسوية مؤقتة مع رؤساء تايوان المتعاقبين، وعلى الرغم من جهود الرئيسة التايوانية السابقة "تساي إنغ وين" لاستخدام لغة تصالحية في خطاب تنصيبها العام 2016، رفضت بكين الخطاب ووصفته بأنه "ورقة اختبار غير مكتملة"، لأنه كان غامضًا فيما يتعلق بمسألة وضع تايوان، ولم يؤكد صراحةً أن جانبي المضيق ينتميان إلى البلد نفسه.

وجاء الخطاب الافتتاحي، الذي ألقاه "لاي تشينغ- تي"، حيثُ كان بمثابة تحول عن خطاب أسلافه، إذ استخدم مصطلحات مثل "الصين" و"جمهورية الصين الشعبية" للتأكيد على تايوان والصين باعتبارهما كيانين منفصلين.

أخبار ذات علاقة

بوتين سيلتقي نظيريه الصيني والتركي في كازاخستان

وتجنب الإشارة إلى قانون العام 1992 الذي يحكم العلاقات، مؤكدًا على موقفه بأن تايوان والصين دولتان مختلفتان، ومشددًا على سيادة تايوان وإرادة شعبها، وهو ما أدانته بكين، ووصفته بأنه "نظرية الدولتين الجديدة".

وجاء رد بكين على الخطاب من خلال التشكيك في وعود تشينغ- تي بالحفاظ على الوضع الراهن، وإطلاق مناورات عسكرية، وعقوبات اقتصادية، إضافة إلى دعم أحزاب المعارضة في تايوان، من أجل الضغط على إدارة تشينغ- تي، لكن الأخير ردَّ على ذلك، بانتقاد الصين واتهامها بزعزعة استقرار المنطقة.

في المنتصف

وبعد خطاب "لاي تشينغ-تي"، أدى موقف بكين العدواني إلى تعقيد الجهود الأمريكية للحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان، فالصين بدورها ترى أن خطاب الرئيس التايواني يؤدي إلى تصعيد التوترات، وتشتبه بأن واشنطن تدعم استقلال تايوان، وهو ما جعلها تطالب أمريكا بالحد من دعمها العسكري والدبلوماسي لتايبيه.

وبينما تتزايد الضغوط شبه العسكرية والعسكرية الصينية على تايوان، يبقى دعم الكونغرس الأمريكي لتايوان قويًا، ما يجعل من غير المرجح أن تقوم إدارة بايدن بتخفيض دعمها، بحسب ما ذكرته المجلة الأمريكية.

وتسعى تايوان إلى مزيد من التدخل الأمريكي ضد العدوان الصيني، لكن إدارة بايدن تركز في المقام الأول على منع الغزو، وليس معالجة الاستفزازات اليومية، وهو نهج يهدف جزئيًا إلى تجنب خلق سابقة لحلفاء أمريكا الآخرين الذين يواجهون مشكلات مماثلة مع الصين، مثل اليابان والفلبين.

ورجّحت المجلة في حال تصاعد التوترات أكثر، أن تتبنى بكين موقفًا أكثر عدوانية تجاه كل من تايبيه وواشنطن، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط لكبح جماح تشينغ-تي ومعاقبة الولايات المتحدة على دعمها لتايوان باللجوء إلى تدابير مثل تعليق الحوارات العسكرية حول القضايا الرئيسة، لا سيما تدفق الفنتانيل.

وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، أشارت إدارة بايدن إلى دعمها لتايوان من خلال إخطار الكونغرس بحزمتين لبيع الأسلحة، واحدة بقيمة 300 مليون دولار، تشمل قطع الغيار والمعدات لدعم طائرات "F-16" التايوانية، والأخرى بقيمة 360 مليون دولار تشمل أكثر من 1000 من الطائرات المسيّرة المسلحة صغيرة الحجم.

ودعت المجلة الأمريكية الصين إلى التفكير في تداعيات تصرفاتها، التي قد تؤدي إلى ردة فعل عالمية عكسية وزيادة المشاعر المعادية للصين في الولايات المتحدة، لا سيما خلال عام الانتخابات الرئاسية، بينما حثت واشنطن على إدارة الديناميكيات عبر المضيق عن كثب لمنع حدوث أزمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC